و اعلم أنّ القوم لمّا رأوا أنّ بعض أسماء الأجناس عومل معه معاملة المعرفة- كأسامة و ثعالة- فوقعوا في الإشكال:
فذهب بعضهم: إلى أنّ أمثالها معارف لفظيّة، و التعريف اللفظيّ كالتأنيث اللفظيّ متصوّر من غير فرق بين معانيها مع أسماء الأجناس [2].
و ذهب آخر: إلى أنّ أعلام الأجناس وضعت للطبيعة المتعيّنة بالتعيّن الذهني [3].
فأورد عليه المحقّق الخراسانيّ: بلزوم التجريد عند الاستعمال، أو عدم إمكان التطبيق على الخارج، و الوضع لذلك لغو [4].
و أجاب عنه شيخنا العلاّمة: بأنّ اللحاظ حرفيّ لا يوجب عدم التطبيق [5].
و هذا غير تامّ، لأنّ علم الجنس إذا كان متقوّما باللحاظ و به يفترق عن اسمه، فلا يعقل انطباقه على الخارج بما هو ملحوظ مفترق، لأنّ اللحاظ- و لو كان- حرفيّا- موطنه الذهن، و ما ينطبق على الخارج هو نفس الطبيعة. مع أنّ