المغيا في مثل: «أكلت السمكة حتّى رأسها» [1] خلط بين العاطفة و الخافضة.
و كيف كان قد فصلّ شيخنا العلاّمة- أعلى اللَّه مقامه- بين كون الغاية قيدا للفعل، كقوله: «سر من البصرة إلى الكوفة»، فاختار دخولها فيه، و بين كونها غاية للحكم، فاختار عدمه [2].
و الظاهر عدم الدخول مطلقا، ضرورة أنّه إذا قال: «سر من البصرة إلى الكوفة»، و كانت الكوفة اسما للمحصور بجدار، فسار إلى جدارها، و لم يدخل فيها، يصدق أنّه أتى بالمأمور به، فإذا أخبر «بأنّي قرأت القرآن إلى سورة يس» لا يفهم منه إلاّ انتهاؤه إليها، لا قراءتها.
و الظاهر أنّه كذلك في «حتّى» المستعملة في انتهاء الغاية، فإذا قلت:
«نمت البارحة حتّى الصباح» بالجرّ لا يفهم منه إلاّ ما فهم من «نمت البارحة إلى الصباح»، كما هو كذلك في قوله: كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ ... إلخ.
نعم استعمالها في غير الغاية كثير، و لعلّه صار منشأ للاشتباه، حتّى ادّعى بعضهم فيها الإجماع على الدخول.