و منها: ما اختاره بعض المحقّقين من عموم الموضوع له، لكن لا بالمعنى المشهور [1] بل بالذي اختاره [2]. و قد عرفت بطلان مبناه [3]، أي وجود الجامع بين الموجودات الخارجيّة، مضافاً إلى ما عرفت من بطلان مختاره في باب معاني الحروف[4].
و منها: ما نسب إلى بعض الفحول [1] من كون معانيها جزئيّاً إضافيّاً، و ألجأه إليه توهّم استعمالها كليّاً في مثل: «سرْ من البصرة إلى الكوفة» و «كلّ عالم في الدار»، كما التجأ بعضهم إلى اختيار كونها موضوعة للأخصّ من المعنى الملحوظ حال الوضع، و قال: إن القول بوضعها للجزئيّ
[1] هداية المسترشدين: 30- سطر 18- 23. بعض الفحول: هو الشيخ محمّد تقي بن محمد رحيم الأصفهاني، من قرية «إيوان كيف» بالقرب من طهران. و بعد إكماله للمقدّمات هاجر إلى العراق، فحضر عند السيّد الأعرجي في الكاظمية، و عند الوحيد البهبهاني في كربلاء، و في النجف حضر عند بحر العلوم و الشيخ جعفر الكبير ملازماً للأخير مصاهراً إيّاه، و كان شيخنا المترجم له مُتقناً للعلوم العقلية و النقليّة معروفاً بالنبوغ. عاد إلى أصفهان أُستاذاً عظيماً، فحضر درسه أربع مائة عالم و فاضل منهم أخوه الشيخ محمد حسين صاحب الفصول، له مصنّفات عديدة أشهرها حاشيته على المعالم المعروفة ب «هداية المسترشدين». تُوفّي سنة (1248 ه) في أصفهان.