عرفت ان نظره (قده) في ذلك خاطئ، و لا يمكن تصديقه بوجه. بقي الكلام في أمور: الأول - التوضؤ أو الاغتسال بالماء المغصوب. الثاني - التوضؤ أو الاغتسال من آنية الذهب أو الفضة. الثالث - التوضؤ أو الاغتسال من الإناء المغصوب. الرابع - التوضؤ أو الاغتسال في الدار المغصوبة. الخامس - التوضؤ أو الاغتسال في الفضاء المغصوب. اما الأول - فلا شبهة في القول بالامتناع و عدم جواز الوضوء أو الغسل منه، ضرورة استحالة ان يكون المنهي عنه مصداقا للمأمور به، و لا يمكن فيه القول بالجواز أبدا، و لا مناص من تقديم دليل حرمة التصرف فيه على دليل وجوب الوضوء أو الغسل، و ذلك لما ذكرناه غير مرة من ان وجوب الوضوء و الغسل مشروط بوجدان الماء بمقتضى الآية المباركة، و قد قلنا ان المراد منه وجوده الخاصّ من جهة القرينة الداخلية و الخارجية و هو ما يتمكن المكلف من استعماله عقلا و شرعا، و المفروض في المقام ان المكلف لا يتمكن من استعماله شرعا و ان تمكن عقلا، و معه يكون فاقدا له فوظيفة الفاقد هو التيمم دون الوضوء أو الغسل. و عليه فلا بد من الالتزام بفساد الوضوء أو الغسل به مطلقاً حتى في حال الجهل، ضرورة ان التخصيص واقعي و الجهل بالحرمة لا يوجب تغيير الواقع و صيرورة الحرام واجباً و لو كان عن قصور، و هذا واضح. نعم لو كان المكلف ناسياً لكون هذا الماء مغصوبا فتوضأ أو اغتسل به فلا إشكال في صحة وضوئه أو غسله إذا كان نسيانه عن قصور لا عن تقصير. و الوجه في ذلك هو ان النسيان رافع للتكليف واقعاً فلا يكون الناسي مكلفا في الواقع و هذا بخلاف الجهل، فانه رافع للتكليف ظاهرا. فيكون الجاهل مكلفاً في