responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 79
المختار فهو كما يحتاج إلى إعمال القدرة فيه و الاختيار، كذلك يحتاج إليه في الآن الثاني و الثالث، و هكذا، فلا يمكن ان نتصور استغناءه في بقائه عن الفاعل بالاختيار.
و بكلمة أخرى ان كل فعل اختياري ينحل إلى افعال متعددة بتعدد الآنات و الأزمان، فيكون في كل آن فعل صادر بالاختيار و إعمال القدرة فلو انتفى الاختيار في زمان يستحيل بقاء الفعل فيه. و من هنا لا فرق بين الدفع و الرفع عقلا الا بالاعتبار، و هو ان الدفع مانع عن الوجود الأول و الرفع مانع عن الوجود الثاني، فكلاهما في الحقيقة دفع.
فالنتيجة ان احتياج الأفعال الاختيارية في كل آن إلى الإرادة و الاختيار من الواضحات الأولية، فلا يحتاج إلى زيادة مئونة بيان و إقامة برهان.
و أما في الموجودات التكوينية فالامر أيضا كذلك، إذ لا شبهة في حاجة الأشياء إلى علل و أسباب فيستحيل ان توجد بدونها، و سر حاجة تلك الأشياء بصورة عامة إلى العلة و خضوعها لها بصورة موضوعية هو ان الحاجة كامنة في ذوات تلك الأشياء، لا في امر خارج عن إطار ذواتها فان كل ممكن في ذاته مفتقر إلى الغير و متعلق به سواء أ كان موجوداً في الخارج أم لم يكن، ضرورة ان فقرها كامن في نفس وجوده و من الطبيعي ان الأمر إذا كان كذلك فلا فرق بين الحدوث و البقاء في الحاجة إلى العلة فان سر الحاجة - و هو الإمكان - لا ينفك عنه، كيف فان ذاته عين الفقر و الإمكان لا انه ذات لها الفقر.
و على ضوء هذا الأساس، فكما ان الأشياء في حدوثها في أمس الحاجة إلى وجود سبب و علة، فكذلك في بقائها، فلا يمكن ان نتصور وجوداً متحرراً عن تلك الحاجة، إذ النقطة التي تنبثق منها حاجة الأشياء إلى مبدأ العلية و الإيجاد ليست هي حدوثها، لاستلزام هذه النظرية تحديد حاجة

نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست