responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 352
فقد تقدم في ضمن البحوث السالفة ان الشوق النفسانيّ كما يتعلق بأمر حالي كذلك يتعلق بأمر استقبالي، و هذا لا يحتاج إلى إقامة برهان، بل هو امر وجداني ضروري يعلمه كل ذي وجدان بمراجعة وجدانه، بل و لا مانع من تعلقه بالأمر الممتنع كالجمع بين الضدين أو النقيضين أو ما شاكل ذلك فضلا عن الأمر الممكن المتأخر، كاشتياق الإنسان إلى دخول الجنة و التلبس بالملاذ الأخروية. هذا من ناحية و من ناحية أخرى قد ذكرنا سابقاً بشكل موسع ان الإرادة بهذا المعنى مهما بلغت ذروتها من القوة و الشدة لا تكون علة تامة لتحريك العضلات نحو الفعل.
و ان أريد بها الاختيار و إعمال القدرة فقد سبق الكلام في ذلك بصورة موسعة و انها لا تتعلق بفعل الغير بلا فرق بين اختياره عز و جل و إعمال قدرته و اختيار غيره. نعم له تعالى إيجاد الفعل عن الغير بإيجاد أسبابه و لكنه أجنبي عن تعلق مشيئته تعالى و اختياره به مباشرة، بل قد عرفت انها لا تتعلق بفعل الإنسان نفسه إذا كان في زمن متأخر فضلا عن فعل غيره و من هنا لا يمكن تعلقها بالمركب من اجزاء طولية زمناً و تدريجية وجوداً دفعة واحدة الا على نحو تدريجية اجزائه، و ذلك كالصلاة مثلا، فانه لا يمكن إعمال القدرة على القراءة قبل التكبيرة و هكذا. هذا من جانب و من جانب آخر قد سبق منا أيضاً انه لا أصل للإرادة التشريعية في مقابل الإرادة التكوينية سواء أ كانت الإرادة بمعنى الشوق النفسانيّ أو بمعنى الاختيار و إعمال القدرة، اما على الأول فلان الإرادة عبارة عن ذلك الشوق الحاصل في أفق النّفس، و من الطبيعي انه لا يختلف باختلاف متعلقه فقد يكون متعلقه امراً تكوينياً و قد يكون امراً تشريعياً و قد يكون فعل الإنسان نفسه و قد يكون فعل غيره، و تسمية الأول بالإرادة التكوينية، و الثاني بالتشريعية لا تتعدى عن مجرد الاصطلاح بلا واقع موضوعي لها أصلا. و أما على

نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست