responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 127
طابعاً مثالياً للإرادة الشديدة الأكيدة و مرأة لها، فهي روح الوجوب و واقعه الموضوعي. و على الثاني يطلب ذلك طلباً ضعيفاً على سبيل الندب و عدم الحتم، و يعبر عنه بالاستحباب، فيكون الاستحباب، مثالا موضوعياً لتلك المرتبة من الإرادة، و هي روحه و واقعه الموضوعي. و هذا الاختلاف في الإرادة امر وجداني، حيث اننا نرى بالوجدان ان إرادة العطشان مثلا بإتيان الماء البارد أشد و آكد من إرادته بإتيان الفاكهة مثلا بعد الغذاء هذا من ناحية. و من ناحية أخرى ان شدة الإرادة ليست بأمر زائد على الإرادة، بل هي عين تلك المرتبة في الخارج و نفسها فما به الاشتراك فيها عين ما به الامتياز نظير السواد و البياض الشديدين، حيث ان ما به الاشتراك فيهما عين ما به الامتياز. و من ناحية ثالثة ان صفة الضعف في الإرادة حد عدمي، و عليه فبطبيعة الحال تكون تلك الصفة امراً زائداً عليها، و تحتاج في بيانها إلى مئونة زائدة في مقام الإثبات.
فالنتيجة على ضوء هذه النواحي هي ان المولى إذا امر بشي‌ء و كان في مقام البيان و لم ينصب قرينة على إرادة الجامع بين الإرادة الشديدة و الضعيفة فقضية الإطلاق و عدم نصب قرينة على إرادة المرتبة الضعيفة هي حمل الأمر على بيان المرتبة الشديدة، حيث قد عرفت ان بيانها لا يحتاج إلى مئونة زائدة دون بيان المرتبة الضعيفة، و بذلك نثبت إرادة الوجوب الّذي هو طابع مثالي لتلك المرتبة من الإرادة.
و قد تحصل من ذلك امران: (الأول) ان الوجوب ليس بمدلول وضعي للصيغة، و انما هو مستفاد من الإطلاق و مقدمات الحكمة (الثاني) ان مدلولها الوضعي انما هو الطلب الجامع فلا تدل بالدلالة الموضوعية الا عليه.
و لنأخذ بالمناقشة عليه من وجوه:
(الأول) ان ما أفاده (قده) من اختلاف الإرادة باختلاف الأوامر

نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست