responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 116
ضرورة ان مدلوله جزاء الناس بسبب الأعمال الصادرة منهم في الخارج، و أما كونه من آثارها و لوازمها التي لا تتخلف عنها فلا يدل عليه بوجه أصلا. و أما قوله عليه السلام «انما هي أعمالكم ترد إليكم» فظاهر في تجسم الأعمال، و لا يدل علي ان العقاب ليس من معاقب خارجي، بداهة انه لا تنافي بين الالتزام بتجسم الأعمال في الآخرة و كونه بيد اللَّه تعالى و تحت اختياره.
و اما الثاني فيرد عليه ما تقدم في ضمن البحوث السابقة من ان مجرد كون الفعل مسبوقاً بالإرادة لا يصحح مناط اختياريته رغم ان الإرادة بكافة مباديها غير اختيارية من ناحية، و كونها علة تامة من ناحية أخرى و منتهية الإرادة الأزلية من ناحية ثالثة، بداهة ان الفعل و الحال هذه كيف يعقل كونه اختيارياً. و على هذا الضوء فلا يمكن القول باستحقاق العقاب عليه، لاستقلال العقل بقبح العقاب على الفعل الخارج عن الاختيار، فاذن هذا الجواب لا يجدى في دفع المحذور المزبور.
و أما الثالث فهو مبتن على تجسم الأعمال و هو و ان كان غير بعيد نظراً إلى ما يظهر من بعض الآيات و الروايات الا ان مرده ليس إلى أن تلك الأعمال مادة لصورة أخروية المفاضة من واهب الصور على شكل اللزوم بحيث يستحيل تخلفها عنها، بداهة ان التجسم بهذا المعنى مخالف صريح للكتاب و السنة حيث انهما قد نصا على ان العقاب بيده تعالى، و له ان يعاقب و له ان يعفو.
و على الجملة فالمجيب بهذا الجواب و ان كان يدفع مسألة قبح العقاب على الأمر الخارج عن الاختيار، حيث ان العقاب على أساس ذلك صورة أخروية للأعمال الخارجية اللازمة لها الخارجة عن اختيار المعاقب الخارجي فلا يتصف بالقبح، الا انه لا يعالج مشكلة لزوم لغوية بعث الرسل و أنزل الكتب

نام کتاب : محاضرات في الأصول نویسنده : الخوئي، السيد أبوالقاسم    جلد : 2  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست