يكون ما هو خارج
المحمول وما يكون انتزاعيا محضا جنسا للأنواع المندرجة تحته.
قلت
: ان الشيئية وان كانت من الأمور
الانتزاعية ، الا انها لما كانت تنتزع من مقام الذات فهي ملحقة بالذاتي ، كما أن
ما يكون منتزعا من غير مقام الذات ملحق بالعرض كالتقدم والتأخر ، على ما تقدم
تفصيل ذلك ، فكون الشيئية من الأمور الانتزاعية لا يضر بدعوى كون الشيء جنسا
للأجناس ، فان الشيئية انما تنتزع من الماهيات عند وجودها ، ولذا كان شيئية الشيء
مساوقة لوجوده ، لان الماهية عند وجودها تكون شيئا فتأمل.
فتحصل : ان دعوى كون الشيء من العرض العام مما
لا نتعقله ، فلوا بدل المحشى اشكال دخول العرض العام في الفصل باشكال دخول الجنس
في الفصل كان أولى. فتأمل في المقام جيدا ، فان ما ذكره شيخنا الأستاذ مد ظله في
المقام مما لا يخلوا عن اشكال. [١]
هذا تمام الكلام في الشق الأول الذي ذكره المحشى.
واما
الشق الثاني : وهو ما إذا اخذ
مصداق الشيء في مفهوم المشتق ، حيث قال : يلزم انقلاب الامكان إلى الضرورة.
فقد
أورد [٢] عليه صاحب
الفصول بما حاصله : ان اخذ مصداق الشيء في مفهوم المشتق لا يلازم الانقلاب ، فان
عقد الحمل قد قيد بقيد تكون القضية باعتبار ذلك القيد ممكنة. مثلا في قولنا : الانسان
ضاحك ، قد قيد الانسان الذي تضمنه الضاحك بقيد الضحك ، فيكون المحمول المجموع من
القيد والمقيد ، وثبوت الانسان
[١] وظني ان مرادهم
من العرض العام في المقام غير العرض العام الذي اصطلح عليه المنطقيون الذي يجعلونه
مقابل العرض الخاص وهو ما كان يعرض الشيء لجنسه ، بل المراد من العرض العام في
المقام هو المعقول الثانوي الذي ينتزعه العقل كالامكان والوجوب وغير ذلك ، وما
ذكره شيخنا الأستاذ من جعل ( الشيء ) جنس الأجناس مما لا يمكن المساعدة عليه ، إذ
يلزم ان يكون بين الجوهر والعرض جنسا ذاتيا ، ويلزم تركب العرض ، وغير ذلك مما لا
يخفى على المتأمل ـ منه.
[٢] الفصول ص ٦٢
تنبيهات المشتق التنبيه الأول ، « ويمكن ان يختار الوجه الثاني أيضا ويجاب بان
المحمول ليس مصداق الشيء والذات مطلقا ، بل مقيدا بالوصف ، وليس ثبوته حينئذ
للموضوع بالضرورة ، لجواز ان لايكون ثبوت القيد ضروريا.