ثم ان الملحوظ حال الوضع اما ان يكون معنى عاماً كلياً و اما ان يكون
خاصاً و على الأول اما ان يوضع اللفظ بإزاء ذلك المعنى العام و اما ان يوضع بإزاء
جزئياته و على الثاني لا يمكن ان يوضع الا بإزاء الخاصّ الملحوظ فالأقسام ثلثه لأن
الخاصّ الملحوظ ان لو خطت الخصوصية فيه حين الوضع فالموضوع له لا يكون الا خاصاً و
ان جرد عن الخصوصية فهو يرجع إلى تصور العام هكذا قال بعض الأساطين دام بقاؤه أقول
يمكن ان يتصور هذا القسم أعني ما يكون الوضع فيه خاصاً و الموضوع له عاما فيما إذا
تصور شخصاً و جزئياً خارجياً من دون ان يعلم تفصيلا بالقدر المشرك بينه و بين سائر
الافراد و لكنه يعلم إجمالا باشتماله على جامع مشترك بينه و بين باقي الافراد مثله
كما إذا رأى جسماً من بعيد و لم يعلم بأنه حيوان أو جماد و على أي حال لم يعلم انه
داخل في أي نوع فوضع لفظاً بإزاء ما هو متحد مع هذا الشخص في الواقع فالموضوع له
لو حظ إجمالا و بالوجه و ليس الوجه عند هذا الشخص إلى الجزئي المتصور لأن المفروض
ان الجامع ليس متعقلا عنده الا بعنوان ما هو متحد مع هذا الشخص و الحاصل انه كما
يمكن ان يكون العام وجها لملاحظة الخاصّ لمكان الاتحاد في الخارج كذلك يمكن ان
يكون الخاصّ وجها و مرآتا لملاحظة العالم لعين تلك الجهة [1] نعم فيما إذا علم
بالجامع تفصيلا لا يمكن ان يكون الخاصّ وجها له لتحقق الجامع في ذهنه تفصيلا بنفسه
لا بوجهه فليتدبر
______________________________
[1] لا يخفى ان لهذا الكلام منهجاً علمياً دقيقاً أظن انه لا يحصله
الا الراسخون في العلم توضيحه يحتاج إلى رسم أمور كلها ثابتة في محلها الأول ان
الوجود و التشخص متساوقان بحسب المفهوم و متحدان بحسب العين و الحقيقة و الخصوصية
المذكورة في هذا المقام لا بد و ان تكون الخصوصية الحقيقية لا الإضافية و الخصوصية
الحقيقية انما هي بالتشخص و التشخص بالوجود ليس الا و اما الخصوصيات الاخر من
الأين و الإضافة و الكيف و متى فليست من المشخصات كما هو المعروف بل من أمارات
التشخص