إليه في «ضرب زيد» - مثلا - هو نفس القيام و الضرب، لا بما هما مرادان، مع أنّه يلزم كون وضع عامّة الألفاظ عامّا (43). و الموضوع له خاصّا، لمكان اعتبار خصوص إرادة اللافظين فيما وضع له اللفظ، فإنه لا مجال لتوهّم أخذ مفهوم الإرادة فيه، كما لا يخفى، و هكذا الحال في طرف الموضوع. و أمّا ما حكي [1] عن العلمين - الشيخ الرئيس [2]، و المحقّق الأمور الذهنية، و إمّا الغلطيّة، و إمّا التجريد، و كلّها ممنوع. (43) قوله: (مع أنّه يلزم كون وضع عامّة الألفاظ عامّا.). إلى آخره. فإنّه و إن لم يكن مستحيلا، إلاّ أنّه خلاف الوجدان، و خلاف ما صرّحوا به من أنّ أسماء الأجناس و المشتقّات و غيرها من قبيل الوضع العامّ و الموضوع له العام. و يمكن أن يستدلّ بوجوه اخر أيضا: الأوّل: أنّ لازم هذا القول كون عامّة الألفاظ مبنيّة، لأنّ المأخوذ هي [1] راجع الشفاء - قسم المنطق: 42 - المقالة الأولى من الفنّ الأوّل، الفصل الثامن، عند قوله: (و ذلك لأنّ معنى دلالة اللفظ، هو أن يكون اللفظ اسما لذلك المعنى على سبيل القصد الأوّل). انتهى. و ذكر ذلك العلاّمة الحلّي - رحمه اللَّه - في الجوهر النضيد في شرح التجريد: 7 - سطر 5 - 6، و منطق التجريد لأستاذه المحقّق الطوسي - رحمه اللَّه - و ذكر هذه الحكاية عنهما في الفصول الغرويّة: 17 - 18. [2] الشيخ الرئيس أبو علي الحسين بن عبد اللَّه بن سينا الحكيم المشهور، أحد فلاسفة المسلمين. ولد سنة 370 ه بقرية من ضياع بخارى، نادرة عصره في علمه و ذكائه و تصانيفه، لم يستكمل ثماني عشرة سنة من عمره إلاّ و قد فرغ من تحصيل العلوم بأسرها، صنّف كتاب «الشفاء» و «النجاة» و «الإشارات» و «القانون» و غير ذلك ممّا يقارب مائة مصنّف، و له شعر. توفّي بهمدان يوم الجمعة من شهر رمضان 428 ه، و دفن بها. (وفيات الأعيان 2: 157 رقم 190).