responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : الرشتي، الميرزا حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 2

[خطبة المؤلف‌]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌

نحمدك يا من بحكمته أبدع الأكوان و أودع فيها أسرار ما يكون و ما كان و شرف نوع الإنسان فعلّمه البيان و عرّفه مناهج الشّرائع و معالم الأديان و جعلها فروعا مبنيّة على أصول و أركان منبعثة عنها انبعاث الأغصان عن الأشجار متطلّعة منها تطلع الثّمار من الأكمام و الأزهار حمدا لا تدرك نهاية مبادئه الأوهام و الأفكار و لا تحيط بعده ألسنة الأقلام و الاعتبار و نشهد أنّك الرّبّ المنزّه شأنه عن النّظير و المولى الذي رجع طرف الوهم عن كنهه حسير المنعم على عباده بتسهيل كل بغية خيبة و الجاعل لهم من عقولهم أفضل هدايته و غنية شهادة تعدها خير عدة يوم الحساب و أقوى ذريعة لنيل السّعادة و الثواب و نصلّي على خير من أرسلته بشيرا و نذيرا و زبدة من بعثته في الورى سراجا منيرا و آله الطيّبين المطهّرين من الرّجس تطهيرا (أما بعد) فإنّ شرف فن الأصول مما لا يخفى على ذوي التّميز و العقول فهو لعمري من أجل العلوم الدينية و أعظم ما ابتنى عليه الأحكام الشرعيّة و أهمّ ما يلزم الفقيه الاهتمام به و أقوم ما سعت الهمم لتحصيله و طلبه و من هنا اشتدت عنايتهم بتهذيب أصوله و إحكام قوانينه و ترتيب فصوله و إتقان مطالبه و تقريب محصوله فكم لهم فيه من مختصر كاف في إحراز فوائده و مطول وافي في جميع فرائده و تحريرات باعثة على ارتفاع معارجه و ظهور معالمه و وضوح مناهجه إلى أن انتهت النوبة إلى ذي العلم المنيف و عضد الدين الحنيف و مالك أزمة التأليف و التصنيف الغوث الآمل و الغيث الهامل و الغياث للراجي و السائل البحر الذي ما له من ساحل و الجهيد الذي من نفسه عليه دلائل بحر تمد بلا جزر مواهبه و البحر عقيب المد قد جزرا بل هو بحر علمها المتلاطم الأمواج و بدر فضلها المشرقة بنوره الفجاج الإمام الهمام و المولى القمقام العالم العامل و الفاضل الكامل بحر الفواضل و الفضائل و فخر الأواخر و الأوائل فاتح صحيفة السداد و الرشاد و خاتم وقيمة الفضل و الفقاهة و الاجتهاد رئيس المحققين و المدققين و أسوة العلماء الراسخين و شمس الفقهاء و المجتهدين نجم أهل الفضل و الحجى و محط أرباب العلم و النهى قطب رحى المجد الأثيل و محيط دائرة الفعل الجميل شيخنا الأكمل الأجل و أستاذنا الأوحد الأفضل العلم العلامة الأواه مولانا الأجل الميرزا حبيب الله مد الله تعالى أطناب ظلاله على مفارق الأنام و عمر الله بوجوده الشريف دوارس شرع الإسلام ما دامت الفروع مترتبة على الأصول و الشمس لها الطلوع و الأفول و عقد المشكلات منحلة بأنامل الدلائل و ظلم الشبهات منجلية بأنوار العقول فأجرى في ميدان هذا التدوين كميت فضل لا يعدل بقرين فكان به لتصديق المثل السائر شاهد عدل كم ترك الأول للآخر فحرر ما بنور بيانه انجلت حنادس الشبهات و انحلت بتحقيقاته الرائقة عقد المشكلات و انفتحت ببنان تدقيقاته الفائقة مغالق العضلات فكم أبدع فيها من أفكار ثاقبة و أودع في طيها من أنظار صائبة تشهد لها الفطرة الصحيحة السليمة بإحراز الفضل على كل حادثة و قديمة حتى تلقاها العقول بأنعم القبول و أذعنت لها فحول المعقول و المنقول و حيث إنها انطوت على مكنون المنافع حسن رسمها كما رسمها دام مجده بالبدائع و قال سلمه الله تعالى‌

القول في أصول الفقه‌

و مقاصده خمسة و قبل الخوض فيها لا بد من تمهيد

مقدمة مشتملة على أمور

تسمى بالمبادئ اقتفاء لآثار القوم و المقدمة بفتح الدال منقول إلى مقدمة الجيش و هي في هذا الإطلاق و اسم جنس يطلق على الكثير و القليل ثم إلى كل ما يتوقف عليه الغرض الأصلي و منه إطلاقه على ما لا يتم الواجب إلا به و على طائفة من المطالب المذكورة أمام المقصود من العلوم المدونة لتوقفها عليها و لو جعل الإطلاقان الأخيران من جزئيات النقل الأول لم يكن بعيدا و هي مأخوذة من قدم بمعنى تقدم لأنها متقدمة على المقصود الأصلي من علم أو فعل أو غيرهما أو من قدم المتعدي لأنها تقدم صاحبها على غيره و فتح الدال خلف على ما ذكره غير واحد من الأفاضل و لعل نظرهم إلى أنها إن أخذت من اللازم فالقياس كسر الدال ليس إلا و إن أخذت من المتعدي فمقتضى المناسبة المذكورة كسر الدال أيضا و فيه نظر لعدم انحصار المناسبة فيما ذكر فيقرأ بفتح الدال بملاحظة أنها

نام کتاب : بدائع الأفكار نویسنده : الرشتي، الميرزا حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 2
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست