قصد اختصاص لفظ الصلاة بمعناها. و قد أشكلنا عليه في التعليقة«»بالجمع بين اللحاظ الآلي و الاستقلالي، حيث ان اللفظ في مرحلة الاستعمال ملحوظ آلي، و في مرحلة الوضع - حيث انه أحد طرفي العلقة الوضعيّة - ملحوظ استقلالي، و المفروض حصول الوضع بنفس الاستعمال. و دفعناه هناك بأنه من قبيل جعل الملزوم بجعل لازمه، فهناك جعلان كلّ منهما ملحوظ بما يناسبه من اللحاظ، نظير جعل الملكية بجعل لازمها بقوله: سلّطتك عليه - مثلاً - قاصداً به استقلالاً حصول الملك له. و امّا على مسلكنا من كون الوضع من الاعتبارات فسبق الاستعمال بالاعتبار لا محذور فيه، و قرينة المقام - في مثل قوله صلى اللَّه عليه و آله: «صلّوا كما رأيتموني أصلي»«»على اعتبار اختصاصه به - كافية في الدلالة على سبقه. و عليه فالاستعمال حقيقي لسبقه عندنا بالوضع، و كذا عنده (قدّه) لعينية الوضع و الاستعمال. و لا موجب لسبق الوضع زماناً، و كذلك بناءً على جعل الملزوم بجعل لازمه، فان المقارنة الزمانية لا تنافي التقدّم الذاتي. ثمَّ ان الوضع التعييني و إن كان بعيداً، إلا أن الوضع التعيّني - في الصدر الأوّل بكثرة استعمال الشارع للصلاة و الصوم و الزكاة و الحج و أشباهها من الألفاظ المتداولة في لسان الشارع و ألسنة تابعيه - لا بعد فيه، بل حصول الوضع به في أيام قلائل قريب جدّاً، و إنكاره مكابرة، و لذا قلنا بأن البحث قليل الجدوى.