و تدل على امامته و خلافته عن الرسول الاكرم، و يستفاد منها انحصار الامامة و الخلافة فيه و ان غيره من المتصدين لهذا المنصب من الثلاثة و من بعدهم من بني امية و بني العباس عليهم آلاف اللعن و العذاب غاصب ضال مضل يتبوأ مقعده من النار، و دلالة الآية الشريفة على المدعى موقوفة على استفادة الحصر من الكلمة.
و لذا أورد الرازي [1] على الاستدلال بأن هذه الكلمة لا تكون للحصر و لذا نرى استعمالها في غير الحصر لاحظ قوله تعالى «إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ»[2].
و لا شك ان الحياة الدنيا لها أمثال أخر و لاحظ قوله تعالى «إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ»[3]. و الحال انه لا شك في أن اللهو و اللعب قد يحصلان في غيرها.
و يرد عليه: اولا النقض بقوله تعالى «وَ ما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَ لَعِبٌ»[4] و قوله سبحانه «وَ ما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَهْوٌ وَ لَعِبٌ»[5] فان دلالة كلمة الا على الحصر غير قابلة للانكار فما يجيب الرازي عن الآيتين؟ و كل ما يجيب عنهما نجيب به عن النقض الذي ذكره في المقام فان أجاب بأن القرينة قائمة على عدم دلالة كلمة الا على الحصر، نقول الكلام هو الكلام فلا يكون نقضه دالا على عدم كون كلمة انما دالة على الحصر.
و ثانيا: نجيب بالحل و نقول أما قوله تعالى «إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ» فالحصر المستفاد منه مطابق للواقع و قول الرازي ان اللهو و اللعب يوجدان في غير الحياة الدنيا مدفوع بأن الحياة الدنيا محصورة في اللهو و اللعب فلا ينافي