responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحكام في اصول الأحکام نویسنده : الآمدي، أبو الحسن    جلد : 1  صفحه : 481
المسألة الثانية والعشرون الخطاب الوارد شفاها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والأوامر العامة كقوله تعالى ﴿ يا أيها الناس ﴾ [1] ﴿ يا أيها الذين آمنوا ﴾ [2] ونحوه هل يخص الموجودين في زمنه أو هو عام لهم ولمن بعدهم‌ اختلفوا فيه فذهب أكثر أصحابنا وأصحاب أبي حنيفة والمعتزلة إلى اختصاصه بالموجودين في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يثبت حكمه في حق من بعدهم إلا بدليل آخر. وذهبت الحنابلة وطائفة من السالفين والفقهاء إلى تناول ذلك لمن وجد بعد عصر النبي صلى الله عليه وسلم.
حجة النافين من وجهين‌ الأول أن المخاطبة شفاها بقوله تعالى ﴿ يا أيها الناس ﴾ [3] ﴿ يا أيها الذين آمنوا ﴾ [4] تستدعي كون المخاطب موجودا أهلا للخطاب إنسانا مؤمنا ومن لم يكن موجودا في وقت الخطاب لم يكن متصفا بشي‌ء من هذه الصفات فلا يكون الخطاب متناولا له.
الثاني أن خطاب المجنون والصبي الذي لا يميز ممتنع حتى إن من شافهه بالخطاب استهجن كلامه وسفه في رأيه مع أن حالهما لوجودهما واتصافهما بصفة الإنسانية وأصل الفهم وقبولهما للتأديب بالضرب وغيره أقرب إلى الخطاب لهما ممن لا وجود له.
احتج الخصوم بالكتاب والسنة وإجماع الأمة والمعقول‌ أما الكتاب فقوله تعالى ﴿ وما أرسلناك إلا كافة للناس ﴾ [5] وأما السنة فقوله صلى الله عليه وسلم بعثت إلى الأحمر والأسود ولو لم يكن خطابه متناولا لمن بعده لم يكن رسولا إليه ولا مبلغا إليه شرع الله تعالى وهو خلاف الإجماع. وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم حكمي على الواحد حكمي على الجماعة ولفظ ( الجماعة ) يستغرق كل من بعده. فلو لم يكن حكمه على من في زمانه حكما على غيرهم كان على خلاف الظاهر.
وأما الإجماع فهو أن الصحابة ومن بعدهم من التابعين وإلى زماننا هذا ما زالوا
>[1]. ( 2 البقرة 21 ) [2]. ( 2 البقرة 104 ) [3]. ( 2 البقرة 21 ) [4]. ( 2 البقرة 104 ) [5]. ( 34 سبأ 28 )
نام کتاب : الإحكام في اصول الأحکام نویسنده : الآمدي، أبو الحسن    جلد : 1  صفحه : 481
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست