على معنى يناسب الأنس دون الوحشة و الفزع،و على هذا القياس،وعند هذا ينفتح الباب إلى الاستدلال إلى بعض المعاني الغائبة عن الحس،ثم انه يأخذ في تفهيم المعاني الغائبة عن الحس،و أقدمها ما يمكنعرضه على الحس بواسطة حكايته،اما لكونه مشتملا على صوت فيحكينفسه،و يعرض على الحس كأسماء الأصوات و يوجد في اللغات علىاختلافها شيء كثير من أسماء الحيوان،و غيرها مأخوذة من الصوتالوجود عنده كالهدهد،و البوم،و الحمام،و العصفور،و الهر،و منالأفعال كالدق،و الدك،و الشق،و الكسر،و الصرير،و الدوي،و امالكونه مشتملا على مقدار أو شكل يمكن حكايته،بالإشارة و لا يزالالوهم يتصرف فيها بتغييرها إلى ما هو أخف،و أسهل عند الطبع،وبتسرية حكمها إلى ما يناسبها،و يشاكلها حتى يتم امر اللغة بحسبما يمس به الحاجة،فمن المحال ان يوضع لفظ لما لا حاجة إليه لمتكلمهاج،و كلما اشتق معنى من معنى لمسيس الحاجة اشتق من اسمهاسم للمعنى الثاني لمكان الاتحاد بينهما و لا ترادف،و كلما اتحد معنىمع معنى سبق اسمه إليه،و شمله و لا اشتراك.ثم ربما نسيت الخصوصيات فعاد اللفظ مع اللفظ مترادفينكالإنسان و البشر أو اللفظ مشتركا لفظيا كالنون.ثم ربما أوجب كثرة الجماعة و الزحام بينهم جلاءهم و تفرقهملأسباب تدعو إلى ذلك و انقطعت الروابط بينهما فبطلت وحدة المعاشرة