مع أولويته بالاختصار ان كان وحدة الغرض أو تعدده يتبع نظر العرففالعرف يرى الغرضين المذكورين اثنين،و ان كان المتبع وجودجامع غرضي بين الغرضين و عدمه فجميع أغراض العلوم يجمعها غرضواحد و هو تحصيل الكمال النفسانيّ،و لازمه كون جميع العلوم علماواحدا،و من هنا يظهر ان ما أورده على القول بكون التمايزبالموضوعات مقلوب على نفسه.
مبحث الوضع
قوله:الوضع هو نحو اختصاص:(1)لا ريب ان انفهام المعنى من اللفظ أعني المعنى الخاصّ من اللفظالخاصّ بحسب أي لغة من اللغات ثم دوام ذلك و استمراره بعدم التخلفو الاختلاف يكشف عن نسبة بينهما و ارتباط لأحدهما بالاخر أو لا،و عنكون هذه النسبة ثابتة غير متغيرة ثانيا،لكن النسبة الثابتة بينهمابحسب لغة و عند قوم مغفول عنها أو مجهول بحسب لغة أخرى و عندقوم آخر و لو كانت نسبة خارجية حقيقية لم يختلف في إثباته و نفيهالإفهام على ما هو الشأن في الأمور الخارجية الحقيقية،فاذن النسبةالثابتة بين اللفظ و المعنى الاعتبارية غير حقيقية هذا.ثم انا إذا تأملنا في حال الإنسان بل كثيرا من الأنواع الحيوانيةوجدنا مسألة تفهيم ما في الضمير من الضروريات التي تمسها الحاجةالأولية من حيث الاجتماع و التقارن الّذي بينهم فهو من الاعتباراتالعامة الأولية يتلو اعتبار الاجتماع و الّذي يقضى به التأمل المجرد في حال