نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 2 صفحه : 86
المأمون من الكذب و ان لم يكن عادلا بالمعنى الخاص و لم يوجب
قوله العلم القاطع ـ دعوى مقبولة و مؤيدة , يؤيدها عمل جميع العلماء من لدن
الصدر الاول الى اليوم حتى نفس السيد و ابن أدريس كما ذكرنا , بل السيد
نفسه اعترف فى بعض كلامه بعمل الطائفة باخبار الاحاد إلا انه أدعى انه لما
كان من المعلوم عدم عملهم على الاخبار المحفوفة بالقرائن , قائلا : (( ليس
ينبغى أن يرجع عن الامور المعلومة المشهورة المقطوع عليها ـ و يقصد بالامور
المعلومة عدم علمهم بالظنون ـ إلى ما هو مشتبه و ملتبس و مجمل ـ و يقصد
بالمشتبه المجمل وجه علمهم باخبار الاحاد ـ و قد علم كل موافق و مخالف أن
الشيعة الامامية تبطل القياس فى الشريعة حيث لا يؤدى الى العلم و كذلك نقول
فى اخبار الاحاد . ((
و نحن نقول للسيد المرتضى : صحيح ان المعلوم من طريقة الشيعة
الامامية عدم عملهم بالظنون بما هى ظنون , و لكن خبر الواحد الثقة المأمون و
ما سواه من الظنون المعتبرة كالظواهر إذا كانوا قد عملوا بها فانهم لم
يعملوا بها إلا لأنها ظنون قام الدليل القاطع على اعتبارها و حجيتها . فلم
يكن العمل بها عملا بالظن , بل يكون ـ بالاخير ـ عملا بالعلم .
و عليه , فنحن نقول معه : (( انه لابد فى الاحكام الشرعية من طريق
يوصل الى العلم بها , لأنه متى لم نعلم الحكم و نقطع بالعلم على انه مصلحة
جوزنا كونه مفسدة )) . و خبر الواحد الثقة المأمون لما ثبت اعتباره فهو
طريق يوصل العلم بالاحكام , و نقطع بالعلم ـ على حد تعبيره ـ على انه مصلحة
لا نجوز كونه مفسدة .
و يؤيد أيضا دعوى الشيخ للاجماع قرائن كثيرة ذكر جملة منها الشيخ
الانصارى فى الرسائل : ( منها ) ما ادعاه الكشى من اجماع العصابة على تصحيح
ما يصح عن جماعة , فانه من المعلوم أن معنى التصحيح المجمع عليه هو عد
خبره صحيحا بمعنى عملهم به , لا القطع بصدوره , اذ الاجماع وقع على التصحيح
لا على الصحة . و ( منها ) دعوى النجاشى ان مراسيل ابن أبى عمير مقبولة
عند الاصحاب , و هذه العبارة من النجاشى تدل دلالة صريحة
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 2 صفحه : 86