نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 2 صفحه : 26
قد ظهر مما سبق معنى كون الشىء حجيته ذاتية , فان معناه أن حجيته
منبعثة من نفس طبيعة ذاته , فليست مستفادة من الغير و لا تحتاج الى جعل من
الشارع و لا الى صدور أمر منه باتباعه , بل العقل هو الذى يكون حاكما بوجوب
اتباع ذلك الشىء .
و ما هذا شأنه ليس هو إلا العلم .
و لقد أحسن الشيخ العظيم الأنصارى ( قده ) مجلى هذه الأبحاث فى
تعليل وجوبمتابعة القطع ( 1 ) فانه بعد أن ذكر أنه (( لا إشكال فى وجوب
متابعة القطع و العمل عليه ما دام موجودا )) علل ذلك بقوله : (( لأنه بنفسه
طريق الى الواقع و ليست طريقته قابلة لجعل الشارع اثباتا أو نفيا . ((
و هذا الكلام فيه شىء من الغموض بعد أن اختلفت تعبيرات الأصوليين من بعده , فنقول لبيانه :
إن هنا شيئين أو تعبيرين :
( أحدهما ) وجوب متابعة القطع و الأخذ به .
( ثانيهما ) طريقية القطع للواقع .
فما المراد من كون القطع حجة بذاته ؟
هل المراد أن وجوب متابعته أمر ذاتى له , كما وقع فى تعبيرات بعضالأصوليين المتأخرين , أم أن المراد أن طريقيته ذاتية ؟ .
و إنما صح أن يسأل هذا السؤال , فمن أجل قياسه على الظن حينما نقول : إنه حجة , فأن فيه جهتين :
( 1 ) مما يجب التنبيه عليه أن المراد من العلم هنا هو (( القطع
)) أى الجزم الذى لا يحتمل الخلاف , و لا يعتبر فيه أن يكون مطابقا للواقع
فى نفسه , و إن كان فى نظر القاطع لا يراه الا مطابقا للواقع , فالقطع
الذى هو حجة تجبمتابعته أعم من اليقين و الجهل المركب . يعنى أن المبحوث
عنه هو العلم من جهة أنه جزم لا يحتمل الخلاف عند القاطع .
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 2 صفحه : 26