نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 262
مأخوذا على وجه يكون مفروض الحصول , بل يجب تحصيله توصلا الى الواجب لان الواجب يكون هو المقيد بما هو مقيد بذلك القيد .
و على هذا التصوير فالوجوب يكون دائما فعليا قبل مجىء وقته , و
شأنه فى ذلك شأن الوجوب على القول بالواجب المعلق لا فرق بينهما
فى الموقتاتبالنسبة الى الوقت فاذا كان الواجب استقباليا فلا مانع من
وجوب المقدمةالمفوتة قبل زمان ذيها .
و المحاولة الثالثة ـ ما نسب الى بعضهم من ان الوقت شرط للوجوب
لا للواجب كما فى المحاولتين الاوليتين , و لكنه مأخوذ فيه على نحو الشرط
المتأخر . و عليه فالوجوب يكون سابقا على زمان الواجب نظير القول
بالمعلق فيصح فرض وجوب المقدمة المفوتة قبل زمان ذيها لفعلية الوجوب
قبل زمانه فتجب مقدمته .
و كل هذه المحاولات مذكورة فى كتب الاصول المطولة و فيها مناقشات
و ابحاث طويلة لا يسعها هذا المختصر , و مع الغض عن المناقشة فى
امكانها فى انفسها لا دليل عليها الا ثبوت وجوب المقدمة قبل زمان ذيها
, اذ كل صاحب محاولة منها يعتقد ان التخلص من اشكال وجوب المقدمة قبل
زمان ذيها , ينحصر فى المحاولة التى يتصورها فالدليل الذى يدل على وجوب
المقدمة المفوتة قبل وقت الواجب لا محالة يدل عنده على محاولته .
و الذى اعتقده انه لا موجب لكل هذه المحاولات لتصحيح وجوب
المقدمة قبل زمان ذيها , فان الصحيح ـ كما افاده شيخنا الاصفهانى رحمه
الله ـ ان وجوب المقدمة ليس معلولا لوجوب ذيها و لا مترشحا منه , فليس
هناك اشكال فى وجوب المقدمة المفوتة قبل زمان ذيها حتى نلتجىء الى
احدى هذه المحاولات لفك الاشكال , و كل هذه الشبهة انما جاءت من هذا
الفرض و هو فرض معلولية وجوب المقدمة لوجوب ذيها , و هو فرض لا واقع له
ابدا , و ان كان هذا القول يبدو غريبا على الاذهان المشبعة بفرض أن وجوب
ذى المقدمة علة لوجوب المقدمة , بل نقول اكثر من ذلك : انه يجب فى
المقدمة المفوتة ان يتقدم وجوبها على وجوب ذيها , اذا كنا نقول بان
مقدمة الواجب واجبة , و ان كان الحق ـ و سيأتى ـ عدم وجوبها مطلقا .
و لبيان عدم معلولية وجوب المقدمة لوجوب ذيها : نذكر ان الامر ـ
فى الحقيقة ـ هو فعل الامر , سواء كان الامر نفسيا أم غيريا , فالامر هو
العلة
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 262