نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 26
( زيادة ايضاح )
اذ قد عرفت ان الموجودات ( 1 ) منها ما يكون مستقلا فى الوجود
, و منها ما يكون رابطا بين موجودين ـ فاعلم ان كل كلام مركب من
كلمتين أو اكثر اذا ألقيت كلماته بغير ارتباط بينهما فان كل واحد منها
كلمة مستقلة فى نفسها لا ارتباط لها بالاخرى , و انما الذى يربط بين
المفردات و يؤلفها كلاما واحدا هو الحرف أو احدى الهيئات الخاصة .
فأنت إذا قلت مثلا : أنا . كتب . قلم ـ لا يكون بين هذه الكلمات
ربط و انما هى مفردات صرفة منثورة . اما اذا قلت : كتبت بالقلم ـ كان
كلاما واحدا مرتبطا بعضه مع بعض مفهما للمعنى المقصود منه . و ما حصل
هذا الارتباط و الوحدة الكلامية الا بفضل الهيئة المخصوصة لكتبت و حرف
الباء و أل .
و عليه يصح ان يقال ان الحروف هى روابط المفردات المستقلة و
المؤلفة للكلام الواحد و الموحدة للمفردات المختلفة , شأنها شأن النسبة
بين المعانى المختلفة و الرابطة بين المفاهيم غير المربوطة . فكما أن
النسبة رابطة بين المعانى و مؤلفة بينها فكذلك الحرف الدال عليها
رابط بين الالفاظ و مؤلف بينها .
و الى هذا أشار سيد الاولياء أميرالمؤمنين عليه السلام بقوله
المعروف فى تقسيم الكلمات : (( الاسم ما انبأ عن المسمى , و الفعل ما
انبأ عن حركة المسمى , و الحرف ما أوجد معنى فى غيره )) . فأشار الى ان
المعانى الاسمية معان استقلالية , و معانى الحروف غير مستقلة فى نفسها
و انما هى تحدث الربط بين المفردات . و لم نجد فى تعاريف القوم للحرف
تعريفا جامعا صحيحا مثل هذا التعريف .
( 1 ) ينبغى ان يقال للتوضيح ان الموجودات على أربعة انحاء :
موجود فى نفسه لنفسه بنفسه و هو واجب الوجود , و موجود فى نفسه لنفسه
بغيره و هو الجوهر كالجسم و النفس , و موجود فى نفسه لغيره بغيره و هو
العرض , و موجود فى غيره و هو أضعفها و هو المعنى الحرفى المعبر
عنه بالرابط . فالاقسام الثلاثة الاولى الموجودات المستقلة , و الرابع ,
عداها الذى هو المعنى الحرفى الذى لا وجود بوجود طرفيه .
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 26