نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 24
3 ـ ان الحروف موضوعة لمعان مباينة فى حقيقتها و سنخها للمعانى
الاسمية , فان المعانى الاسمية فى حد ذاتها معان مستقلة فى انفسها , و
معانى الحروف لا استقلال لها بل هى متقومة بغيرها .
و الصحيح هذا القول الثالث . و يحتاج الى توضيح و بيان :
ان المعانى الموجودة فى الخارج على نحوين :
الاول ـ ما يكون موجودا فى نفسه , ( كزيد ) الذى هو من جنس الجوهر
و ( قيامه ) مثلا الذى هو من جنس العرض , فان كلا منهما موجود فى نفسه . و
الفرق ان الجوهر موجود فى نفسه لنفسه , و العرض موجود فى نفسه لغيره
.
الثانى ـ ما يكون موجودا لا فى نفسه , كنسبة القيام الى زيد .
و الدليل على كون هذا المعنى لا فى نفسه : انه لو كان للنسب و
الروابط وجودات استقلالية , للزم وجود الرابط بينها و بين موضوعاتها ,
فننقل الكلام الى ذلك الرابط , و المفروض انه موجود مستقل , فلابد له من
رابط ايضا . . . و هكذا ننقل الكلام الى هذا الرابط فيلزم التسلسل , و
التسلسل باطل .
فيعلم من ذلك ان وجود الروابط و النسب فى حد ذاته متعلق بالغير و لا حقيقة له الا التعلق بالطرفين .
ثم ان الانسان فى مقام افادة مقاصده كما يحتاج الى التعبير عن
المعانى المستقلة كذلك يحتاج الى التعبير عن المعانى غير المستقلة فى
ذاتها , فحكمة الوضع تقتضى ان توضع بازاء كل القسمين ألفاظ خاصة , و
الموضوع بازاء المعانى المستقلة هى الاسماء , و الموضوع بازاء المعانى
غير المستقلة هى الحروف و ما يلحق بها . و هذه المعانى غير المستقلة
لما كانت على أقسام شتى فقد وضع بازاء كل قسم لفظ يدل عليه , أو هيئة
لفظية تدل عليه .
مثلا ـ اذا قيل (( نزحت البئر فى دارنا بالدلو )) ففيه عدة نسب
مختلفة و معان غير مستقلة : احداها نسبة النزح الى فاعله و الدال عليها
هيئة الفعل للمعلوم , و ثانيتها نسبته الى ما وقع عليه أى مفعوله و هو
البئر و الدال عليها هيئة النصب
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 24