نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 228
ورد من الشارع امر فى مورد حكم العقل كقوله تعالى :﴿ أطيعوا الله و الرسول ﴾
فهذا الامر من الشارع هل هو امر مولوى أى انه أمر منه بما هو مولى , او
انه أمر ارشادى أى انه أمر لأجل الارشاد الى ما حكم به العقل , أى أنه
أمر منه بما هو عاقل ؟ و بعبارة أخرى ان النزاع هنا فى ان مثل هذا الامر
من الشارع هل هو أمر تأسيسى , و هذا معنى انه مولوى أو انه أمر تأكيدى و
هو معنى انه ارشادى ؟
لقد وقع الخلاف فى ذلك , و الحق انه للارشاد حيث يفرض ان حكم
العقل هذا كاف لدعوة المكلف الى الفعل الحسن و اندفاع ارادته للقيام
به , فلا حاجة الى جعل الداعى من قبل المولى ثانيا , بل يكون عبثا و
لغوا , بل هو مستحيل لانه يكون من باب تحصيل الحاصل .
و عليه , فكل ما يرد فى لسان الشرع من الاوامر فى موارد المستقلات العقلية لابد أن يكون تأكيدا لحكم العقل لا تأسيسا .
نعم لو قلنا بأن ما تطابقت عليه آراء العقلاء هو استحقاق المدح و
الذم فقط , على وجه لا يلزم منه استحقاق الثواب و العقاب من قبل
المولى , او انه يلزم منه ذلك بل هو عينه ( 1 ) و لكن لا يدرك ذلك كل
أحد فيمكن الا يكون نفس ادراك استحقاق المدح و الذم كافيا لدعوة كل
احد الى الفعل الا للافذاذ منالناس , فلا يستغنى اكثر الناس عن الامر من
المولى المترتب على موافقته الثواب و على مخالفته العقاب فى مقام الدعوة
الى الفعل و انقياده , فاذا ورد أمر من المولى فى مورد حكم العقل
المستقل فلا مانع من حمله على الامر المولوى , الا اذا استلزم منه محال
التسلسل كالامر بالطاعة و الامر بالمعرفة . بل مثل هذه الموارد لا معنى
لان يكون الامر فيها مولويا , لانه لا يترتب علىموافقته و مخالفته غير ما
يترتب على متعلق المأمور به , نظير الامر بالاحتياط فى أطراف العلم
الاجمالى .
( 1 ) الحق كما ـ صرح بذلك كثير من العلماء المحققين ـ أن معنى
استحقاقالمدح ليس إلا استحقاق الثواب و معنى استحقاق الذم ليس الا
استحقاق العقاب , بمعنى أن المراد من المدح ما يعم الثواب لأن المراد
بالمدح المجازاة بالخير , و المراد من الذم ما يعم العقاب لأن المراد به
المكافأة بالشر . و لذا قالوا : ان مدح الشارع ثوابه و ذمه عقابه , و
أرادوا به هذا المعنى .
نام کتاب : اصول الفقه- ط مكتب الاعلام الاسلامي نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا جلد : 1 صفحه : 228