ثم إن ما ذكره [1] - من تمكن أصحاب الأئمة (عليهم السلام) من أخذ الأصول والفروع بطريق اليقين - دعوى ممنوعة واضحة المنع. وأقل ما يشهد عليها: ما علم بالعين [2] والأثر: من اختلاف أصحابهم صلوات الله عليهم في الأصول والفروع، ولذا شكى غير واحد من أصحاب الأئمة (عليهم السلام) إليهم اختلاف أصحابهم [3]، فأجابوهم تارة: بأنهم (عليهم السلام) قد ألقوا الاختلاف بينهم حقنا لدمائهم، كما في رواية حريز [4] وزرارة [5] وأبي أيوب الخزاز [6]، وأخرى أجابوهم: بأن ذلك من جهة الكذابين، كما في رواية الفيض بن المختار، قال: " قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلني الله فداك، ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم؟ قال: وأي الاختلاف يا فيض؟ فقلت له: إني أجلس في حلقهم بالكوفة وأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم، حتى أرجع إلى المفضل بن عمر، فيوقفني من ذلك على ما تستريح به نفسي، فقال (عليه السلام): أجل [7]، كما ذكرت يا فيض، إن الناس قد أولعوا بالكذب علينا، كأن الله افترض عليهم ولا يريد منهم غيره، إني أحدث أحدهم
[1] أي: الشيخ حسين الكركي العاملي في كلامه المتقدم في الصفحة 322. [2] في (ظ) و (م) بدل " بالعين ": " باليقين ". [3] في غير (ص): " أصحابه ". [4] علل الشرائع 2: 395، الحديث 14. [5] نفس المصدر، الحديث 16. [6] نفس المصدر، الحديث 15. [7] في المصدر زيادة: " هو ".