عليه التخوف عند التخويف. فالحق: أن الاستدلال بالآية على وجوب الاجتهاد كفاية ووجوب التقليد على العوام، أولى من الاستدلال بها على وجوب العمل بالخبر. وذكر شيخنا البهائي (قدس سره) في أول أربعينه: أن الاستدلال بالنبوي المشهور: " من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما " [1] على حجية الخبر، لا يقصر عن الاستدلال عليها بهذه الآية [2]. وكأن فيه إشارة إلى ضعف الاستدلال بها، لأن الاستدلال بالحديث المذكور ضعيف جدا، كما سيجئ [3] إن شاء الله عند ذكر الأخبار. هذا، ولكن ظاهر الرواية المتقدمة [4] عن علل الفضل يدفع هذا الإيراد. لكنها من الآحاد، فلا ينفع في صرف الآية عن ظاهرها في مسألة حجية الآحاد. مع إمكان منع دلالتها على المدعى، لأن [5] الغالب تعدد من يخرج إلى الحج من كل صقع بحيث يكون الغالب حصول القطع من حكايتهم لحكم الله الواقعي عن الإمام (عليه السلام)، وحينئذ فيجب
[1] انظر الوسائل 18: 66 - 67، الباب 8 من أبواب صفات القاضي، الحديث 54، 58، 59، 60 و 62. [2] الأربعون حديثا: 71. [3] انظر الصفحة 307. [4] في الصفحة 280. [5] في (ت)، (ص)، (ظ) و (م) بدل " لأن ": " وأن ".