و قبل الخوض فيها ينبغي التعرّض [لتعريف] المنطوق [1] و المفهوم على نحو الإجمال:
فاعلم أنّهم قد عرّفوا الأوّل: بأنّه ما دلّ عليه اللفظ في محلّ النطق، و الثاني بما دلّ عليه اللفظ لا في محلّ النطق.
و المراد بالموصول إنّما هو الحكم، و الظاهر أنّ قولهم: (في محلّ النطق) ظرف لغو [2] متعلق ب (دلّ)، و أنّ المراد بالنطق إنّما هو النطق باللفظ أي التلفّظ به، فالمراد أنّ المنطوق هو المفهوم من اللفظ بحسب التلفّظ به، و المفهوم هو المنفهم منه في غيره [3] بحسب التلفّظ، فمنطوق قولنا: (إن جاءك زيد فأكرمه) ما يعبّر عنه في الفارسية بقولنا: (اگر آمد زيد تو را گرامى بدار أو را)، و مفهومه ما يعبّر عنه فيها بقولنا: (اگر نيامد تو را زيد بر تو نيست گرامى داشتن أو)، حيث إنّ الأوّل هو المفهوم التحت اللفظي للكلام دون الثاني.
لا حال [4] من الضمير العائد إلى الموصول كما استظهره بعض، و لا من
[1] في النسخة المستنسخة: (التعرض لذي المنطوق).، و الصحيح ما أثبتناه.
[2] الظرف اللغو: هو ما كان العامل فيه مذكورا نحو: زيد حصل في الدار. التعريفات للشريف الجرجاني.
[4] أي لا أنّ قولهم: (في محلّ النطق) حال من الضمير ..، فقوله: (لا حال من الضمير). معطوف على قوله السابق: «قولهم: (في محلّ النطق) ظرف لغو متعلّق ب (دلّ) ...».