من الفرق بين المثالين من حيث كون متعلّقي الأمر و النهي في قوله: (أكرم العلماء و لا تكرم الفسّاق) [1] [تحت] عنوان واحد [2]، و لكون الأمر و النهي فيه واردين على طبيعة واحدة.
هذا بخلاف قوله: (صلّ، و لا تغصب)، فتوهّم دخول الأوّل في محلّ النزاع في مسألة اجتماع الأمر و النهي غلط و اشتباه، بل هو داخل في محلّ النزاع في مسألة دلالة النهي على الفساد، و تسليم التنافي بين الأمر و النهي في الأوّل إنّما هو من جهة متعلّقي الأمر و النهي، و هو ممّا يعترف القائل بجواز الاجتماع في تلك المسألة بامتناعه فيه، فتوهّم- أنّه كان ينبغي بناء التنافي فيه على القول بالامتناع في تلك المسألة- بمكان من الفساد، لخروجه عن مورد الخلاف فيها، فافهم.
و اللّه أعلم، و الحمد للّه ربّ العالمين، و صلّى اللّه على محمّد و آله الطاهرين.
[1] في النسخة المستنسخة: أكرم العالم و لا تكرم الفاسق.