العلمية الرصينة الكبرى، و تخرّج على يديه المئات من العلماء، و أنتجت تلك المدرسة عشرات الكتب القيمة كمفاتيح الأصول و الفصول و الضوابط و غيرها.
و كان حصيلة هذه المدرسة هو شيخنا الأنصاري الّذي كتب فرائده ليكون بذلك رائدا لمدرسة أصولية جديدة، فأجهد نفسه لبثّ أفكاره و آرائه في تلاميذ مدرسته و التي بقيت مستمرّة إلى يومنا هذا.
و من تلامذته المتأثّرين بأفكاره هو سيّدنا الإمام المجدّد الشيرازي الكبير الّذي أخفى جميع ما كتبه من جهود علمية احتراما لشيخ العظيم.
و قد وفّقنا اللّه تعالى فحصلنا على هذا الكتاب- الّذي بين يديك- من خزانته المحفوظة عند حفيده آية اللّه السيّد رضي الشيرازي و الّذي تفضّل مشكورا بإرساله إلينا، و هو تقريرات درسه في الأصول كتبها تلميذه العلاّمة المولى علي الروزدري، و الّذي، توفّي في حياة أستاذه.
و هو تقرير جيّد السبك، عميق المطالب، جزل العبارة، سهل التناول، فيه الكثير من الآراء الجديدة و الأفكار القيّمة الفريدة.
و كانت مقدمة الكتاب- بعد أن ظهر محققا- بقلم سماحة الدكتور حجّة الإسلام و المسلمين السيد محمد بحر العلوم، ترجم فيها للمؤلف و للحركة العلمية، فللّه درّه و عليه أجره.
هذا و نشكر أصحاب السماحة حجج الإسلام الشيخ محمّد رضا خراشادي و الشيخ محمّد جواد أنصاريان للجهد الّذي بذلاه في تحقيق هذا الكتاب و تصحيحه و تخريج أحاديثه، زاد اللّه في توفيقهم و حشرهم مع الأئمة الأبرار.