الحمد للّه حمدا كثيرا، و الصلاة و السلام على رسوله الأمين سيد المرسلين و خاتم النبيّين، و على آله المنتجبين الغرّ الميامين، و اللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.
فإنّ علم أصول الفقه علم كثير نفعه غزيرة فائدته، لا يستغني عنه مجتهد يقرع أبواب الاستنباط لأنّه أداته اللازمة و عدّته الملازمة.
و قد عرّف هذا العلم بأنّه «العلم بالقواعد الممهّدة لاستنباط الأحكام الشرعية الفرعية من أدلتها التفصيلية».
و صنّف علماؤنا- جزاهم اللّه كل خير- أسفارا ضخمة و كتبا قيّمة في هذا الفنّ، و نقّحوا و زادوا في أبوابها كل بحسب ما وصل إليه رقي هذا العلم في عصره، و ما أبدعه فكره ...
حتى جاء عصر الوحيد البهبهاني الّذي بلور الأصول، و وقف أمام المدّ الأخباري، و تمكّن من وضع اللبنة الأصولية الجديدة و أقام على أساسها مدرسته