السيد جمال الدين الأفغاني [1] مع أحد قادة الانتفاضة في إيران [2]، أثناء وجودهما في العراق [3].
ثم تضيف: فخلال تلك الأحداث، كان الأفغاني الّذي أبعد حديثا من إيران، قد وصل البصرة، و من هناك كتب بالتعاون مع المجتهد السيد علي أكبر الشيرازي- أحد زعماء الانتفاضة- الّذي كان قد تسلل إلى البصرة من إيران رسالة موجهة إلى الإمام السيد حسن الشيرازي في سامراء [4]، يذكران له فيها مظالم الشاه الكثيرة للشعب الإيراني، لكن ما أن شاع أمر هذه الرسالة- بسبب مضمونها التحريضي- بين الناس في العراق حتى سارعوا إلى استنساخها و تداولها و توزيعها على كثير من المدن العراقية، و لا سيما العتبات المقدسة، و قد كان لها تأثير كبير بشكل خاص في مدينة النجف [5].
و يرى الأمير شكيب أرسلان [6]: انّ النداء الّذي أرسله الأفغاني إلى الإمام الشيرازي من أعظم أسباب الفتوى التي أفتاها الإمام ببطلان امتياز الاتفاقية
[1] جمال الدين بن السيد صفدر الحسيني الهمذاني الأسدآبادي، الشهير بالسيد جمال الدين الأفغاني، ولد 1254 ه في أسد آباد من توابع همدان و توفي عام 1314 ه أو 15 في إستانبول و دفن في مقبرة المشايخ، و التي تختص بقبور الأولياء و العلماء على مقربة من جامع التشويقية.
ترجمه بالتفصيل السيد محسن الأمين العاملي في أعيان الشيعة: 4- 206- 216.
[2] الظاهر أنه السيد علي أكبر فال أسيري شيرازي، أحد العلماء المجاهدين في شيراز، و الّذي كان له دور رئيسي في إثارة الرّأي العام الإيراني ضد الشاه حينذاك، و قد اختطفه عمال الشاه، و أبعد إلى بوشهر ثم إلى البصرة، و التقى هناك بالسيد جمال الدين الأفغاني. راجع لزيادة الاطلاع في هذا الموضوع: الطهراني- ميرزا شيرازي: 242- 273.
[4] ذكر نصّ الرسالة المرحوم السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة: 4- 213- 215.
[5] الرهيمي- المصدر المتقدم: 130 عن د. الوردي- المصدر السابق: 3- 299.
[6] المرحوم الأمير شكيب أرسلان من الشخصيات اللبنانية الأدبية المعروفة، و قد علق على كتاب (حاضر العالم الإسلامي)- تأليف لوتروت ستودارد الأمريكي- تعريب: الأستاذ عجاج نويهض.