كل شخصية كبيرة دينية و غير دينية لا بد ان تحدث له قضايا ضمن فترة رئاسته تعكس أثرها في حياة المرجعية و تحدد معالم الشخصية التي عاشتها.
و بالنسبة لسيدنا المترجم فقد حدثت قضايا خلال فترة مرجعيته أشارت بوضوح إلى دور المرجعية و قيادتها في مسيرة الأمة و تاريخها الطويل، و قد تحدث الدكتور علي الوردي عن هذا الدور الّذي مثل الزعامة الدينية و السياسية في آن واحد، حيث توطأ هذا الدور و اثره بعد أن تولى السيد الشيرازي منصب المرجعية العليا للشيعة في العالم، إذ جرت في عهده أحداث هامة كان لها أثرها الاجتماعي في العراق و إيران [1].
و في ضوء هذه الأحداث اعتبر (أعظم مجتهد شيعي في العهد الحميدي العثماني) [2].
و وصف بأن عقله السياسي كان محيرا للسياسيين و أنّ أهل العلم و السلاطين يرجعون إليه في الأمور السياسية [3].
لقد اتسمت مرجعية السيد الشيرازي بثلاثة مواقف رئيسية بارزة، حملت دلالات دينية- سياسية كبيرة الأهمية، و هي بإيجاز:
أ- رفضه لاستقبال الشاه ناصر الدين:
في عام (1287 ه- 1870 م) زار الشاه ناصر الدين القاجاري العتبات المقدسة في العراق، و كان الوالي العثماني على بغداد مدحت باشا، فلمّا قصد الشاه
[1] الدكتور علي الوردي- لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث: 3- 77.