لا شبهة في دلالة
الاستثناء على اختصاص الحكم المستثنى منه وعدم عمومه للمستثنى سواء كان الحكم
إيجابيا أو سلبيا ، وهذا المعنى لا يقبل الإنكار عرفا ، فلا يتوقف أحد في ان قول
القائل : « جاء القوم الا زيدا » يدل على عدم مجيء زيد ، وقوله : « ما جاء القوم
الا زيدا » يدل على مجيئه. ولأجل وضوح هذا المعنى لم يكن في بحث مفهوم الاستثناء مزيد
كلام.
ولعله لأجل ذلك
تعرّض المحقق النائيني [١] إلى البحث في بعض الجمل المشتملة على الاستثناء حتى يطول
البحث شيئا ما مع خروجه عن بحث الأصول ، فلا يهمنا التعرض إليه ، ولكن مع وضوح هذا
المعنى ـ في الاستثناء ـ ذهب أبو حنيفة إلى إنكار ثبوته ، وإلى عدم دلالة
الاستثناء على ما ذكر [٢] ، كما حاول البعض الاستدلال عليه [٣] وهو مما لا حاجة له.
[١] المحقق الخوئي
السيد أبو القاسم. أجود التقريرات ١ ـ ٤٣٨ ـ الطبعة الأولى.