التقسيم
الأول : انقسامها إلى
المقدمة الداخلية ، وهي : الأجزاء المأخوذة في المأمور به. والمقدمة الخارجية ،
وهي : الأمور الخارجة عن الماهية التي يتوقف وجود المأمور به عليها.
وقد تعرض صاحب
الكفاية إلى البحث عن المقدمة الداخلية من جهتين :
الجهة الأولى : في
صحة إطلاق المقدمة عليها ، إذ قد يستشكل [١] في ذلك : بان
المقدمية تتوقف على كون المقدمة سابقة على ذي المقدمة ، والأجزاء غير سابقة على
المركب ، لأن الكل هو عين الاجزاء ، ونفس الشيء لا يكون سابقا عليه. والجواب الّذي
أشار إليه في الكفاية عن هذا الإشكال هو : ان الأجزاء بالأسر فيها جهتان واقعيتان
إحداها مترتبة على الأخرى ، فان في كل جزء جهة ذاته وجهة اجتماعه مع غيره من
الأجزاء. ولا يخفى ان جهة الذات متقدمة على جهة اجتماع الذات مع الذات الأخرى تقدم
المعروض على العارض ، لأن جهة الاجتماع عارضة على الذوات.
وعليه فنقول : إذا
لوحظت الأجزاء بجهة ذاتها كانت المقدمة ، وإذا لوحظت بوصف الاجتماع والانضمام كانت
الكل ، فالمقدمة سابقة على الكل وذي المقدمة سبق المعروض على العارض ، وهذا السبق
يصحح إطلاق المقدمية عليها.
ويمكن التعبير عن
الفرق بين الأجزاء والكل بحسب اصطلاح المعقول : بان الأجزاء ما لوحظت لا بشرط ،
والكل ما لوحظ بشرط شيء [٢].
وقد نبّه عليه في
الكفاية تمهيدا للإشارة إلى الإشكال على جواب صاحب التقريرات عن الاستشكال في
مقدمية الأجزاء : بان الجزء ما لوحظ بشرط لا [٣] ،
[١] الخراسانيّ
المحقق الشيخ محمد كاظم. كفاية الأصول ـ ٩٠ ـ طبعة مؤسسة آل البيت عليهمالسلام.
[٢] الخراسانيّ
المحقق الشيخ محمد كاظم. كفاية الأصول ـ ٩٠ ـ طبعة مؤسسة آل البيت عليهمالسلام.
[٣] الكلانتري الشيخ
أبو القاسم. مطارح الأنظار ـ ٤٠ ـ الطبعة الأولى.