طلب إلي ـ ولعل الأصح كان من المفروض
علي ـ تقديم الكتاب ، علما بأن ذلك من الصعب جدا ، إذ كان المعني به : تقويم
الكتاب ، وتقييم مؤلفه .. وهذا ما يعوزني ـ جدا ـ متطلباته ، وأراني فاقدا
للصلاحيات المفروضة فيه. ولكن حيث لم يكن الامر بالخيار ، فلا مبرر للاعتذار.
١ ـ تمهيد :
١
ان علم ( أصول الفقه ) في المصطلح
الحوزوي يعنى به : مجموعة من المسائل يقع عليها ـ بالدرجة الأولى ـ ثقل علم (
الفقه ) ، أي : اثبات الوظائف الشرعية العملية للمكلفين. ولا ضير إذا اكتفينا ـ في
هذا المجال ـ بهذا المقدار في تعريف العلم ، حيث لا يتطلب منا الموقف تحديده
بالدقة ، بل هو ما يتكفله الكتاب نفسه اذن فعلم ( أصول الفقه ) ـ في الحقيقة ـ من
العلوم الالية لعلم ( الفقه ) ، رغم أنه ـ في نفسه ـ يمثل مرتبة سامية من المعرفة
بلغها الادراك البشري عبر تاريخه الطويل.
وقد مر على هذا العلم ـ شأن لداته من
سائر العلوم والفنون ـ أدوار ومراحل ، دور الابداع والتأسيس ، دور التطور والتكامل
، السريع منهما والمتلكئ