و
أمّا الاستخارة بالقرآن فيدل على مشروعيّتها بعد عمومات الدعاء، و ما ورد فيها من
الأدلّة الخاصة سيرة الأعاظم و بناء فحول الفقهاء من غير إنكار عليهم، و يؤيده ما
حكي من الحكايات العجيبة و الأُمور الغريبة الدالة على إعجاز القرآن في هداية
الحيران، إلّا أنّ مباشر تلك الاستخارة لا بدّ أن يكون عارفاً بالكتاب، و مجنباً
عن رجس المعصية و قذارة حبّ الدنيا؛ لكي ينقدح في ذهنه ما يليق بشأنه.
و
بالجملة هداية القرآن في مورد الاستخارة أمر ثابت فيما وصل إلينا من الحكايات و
التجارب ما يشفي الصدور و يهدي العقول.
التنبيه
الخامس: حول الدفاع عن المحقّق الأردبيلي
قال
المحقّق البجنوردي (قدّس سرّه) في قواعده الفقهية ما هذا نصّه: «و ممّا ذكرنا يظهر
لك عدم صحة ما ذكره المقدس الأردبيلي (قدّس سرّه) في آيات أحكامه في تفسير قوله
تعالى: وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ[1] و على هذا يفهم منه تحريم الاستخارة المشهورة، التي قال الأكثر
بجوازها، بل