نام کتاب : غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع نویسنده : ابن زهرة جلد : 1 صفحه : 201
وليجتهد في
الوصية لهم بتقوى الله ، والإخلاص في طاعته ، وبذل الأنفس في مرضاته ، ويذكرهم ما
لهم في ذلك من الثواب في الآجل ، ومن الفضل وعلو الكلمة في العاجل ، ويخوفهم
الفرار ويذكرهم ما فيه من عاجل العار وآجل النار.
فإذا أراد
الحملة أمر فريقا من أصحابه بها ، وبقي هو في فريق آخر ليكونوا فئة تتحيز إليها
صفوفهم ، فإذا تضعضع لهم العدو وزحف هو بمن معه زحفا ، يبعث من أمامه على الأخذ
بضم القوم [١] ، فإذا زالت صفوفهم عن أماكنها حمل هو حملة واحدة.
ولا يجوز أن
يبارز أحد إلا بإذن الإمام أو من نصبه ، ولا يجوز أن يفر واحد من واحد ولا من
اثنين ، ويجوز من ثلاثة فصاعدا ، ويجوز قتال العدو بكل ما يرجى به الفتح من نار
ومنجنيق وغير هما وإن كان فيما بينهم مسلمون ، إلا إلقاء السم ، فإنه لا يجوز أن
يلقى في ديارهم ، ولا يقاتل في الأشهر الحرم من يرى لها حرمة من الكفار إلا أن
يبدأوا فيها بالقتال.
وجميع من خالف
الإسلام من الكفار يقتلون مدبرين ومقبلين ، ويقتل أسيرهم ، ويجاز على جريحهم ، وكذا
حكم البغاة على الإمام إن كان لهم فئة يرجعون إليها ، وإن لم يكن لهم فئة ، لم
يتبع مدبرهم ، ولم يجهز على جريحهم ، ولم يقتل أسيرهم.
وأسرى [٢] من عدا من ذكرناه من المحاربين على أخذ المال إن كانوا
قتلوا ولم يأخذوا مالا قتلوا ، وإن أخذوا مع القتل مالا صلبوا بعد القتل ، وإن
تفردوا بأخذ المال قطعوا من خلاف ، فإن لم يقتلوا ولم يأخذوا مالا نفوا من الأرض