responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 267
دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس "، قال: وقال أبو جعفر (عليه السلام): " من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم، ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم ". * الشرح: (علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، قال: حدثني جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) أن عليا صلوات الله عليه قال: من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس) فاعل لم يزل ضمير الموصول ودهره منصوب على الظرفية، أو فاعله دهره، والدهر الزمان الطويل، وإضافته إلى ضمير الموصول تفيد أن المراد به مدة عمره، والدهر أيضا الهمة والإرادة، والمعنى من أقام نفسه للعمل بالقياس واستخراج الأحكام به كان مدة عمره في التباس الجهالات واختلاط الشبهات، أو كانت همته وإرادته منحصرة في التباس وتخليط بين الحق والباطل وجمع شبهات، لأن القياس لا يفيد إلا جهلا مركبا. (ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس) أي من أطاع الله وعبده بالرأي وتقرب إليه من جهة العمل بالأحكام القياسية والاستحسانات العقلية كان مدة عمره مرتمسا في بحار الظلمة والجهالة ومنغمسا في آجن الشبهة والضلالة التي تحيط بها كإحاطة الماء بالغائص باعتبار استخراج الأحكام بالقياس لأنه يلتبس عليه الامور ويشبه عليه الحق والباطل، والارتماس باعتبار العمل بتلك الأحكام. (قال: وقال أبو جعفر (عليه السلام): من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم) لأن الرأي لا يفيد علما ولا ظنا، أما الأول فظاهر، وأما الثاني فلأن كون حكم الله تعالى في الفرع ما أفاده الرأي أو غيره سيان وترجيح الأول بتحقق حكم الأصل في الفرع باطل، إذ لا طريق للعقول الناقصة إلى معرفة علل الأحكام الشرعية والمصالح الدينية ولو علم خصوص العلة فكونها مؤثرة بالاستقلال أو باشتراك خصوصية الأصل متساويان، وترجيح أحدهما على الآخر أشد من خرط القتاد (1). (ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم) حيث تعليل للمضادة وبيان لها، لأن من أحل وحرم في دين الله بمجرد هواه من غير علم فقد ضاد الله ونازعه في دينه فأحل ما حرم الله وحرم ما أحل الله، وينتج هاتان المقدمتان أن من أفتى الناس برأيه فقد ضاد الله بوضعه دينا آخر مخالفا لدين الله تعالى. * الأصل: 18 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن الحسين بن مياح، 1 - الخرط: هو قشر الورق عن الشجر اجتذابا بالكف. والقتاد: شجر له شوك أمثال الإبر. (*)


نام کتاب : شرح أصول الكافي نویسنده : المازندراني، الملا صالح    جلد : 2  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست