بعد الفراغ من المجازيّة في الإسناد، و بعد الفراغ من بطلان المجازيّة العوامّية السوقيّة- و هي حذف المضاف في مثل المقام، و إن كان هو واقعا في كلام العرف الساذج و العوامّ البسطاء، و ما يقال: «من أنّ حذف المضاف غير صحيح على إطلاقه» [1] أيضا من الأغلاط و الإفراط- فلا بدّ هناك كما اشير إليه من الجهة المبرّرة؛ و الغرض المصحّح للإسناد المذكور، و الادعاء المزبور، و هو بحسب الاحتمال كثير:
المسلك الأوّل:
ما ذهب إليه جمع [2]- و في طليعتهم الشيخ الأنصاريّ (قدّس سرّه) [3] و قد أيّده جدّنا- مدّ ظلّه- في وجيزته [4]- و هو أنّ ذلك هو العقاب و المؤاخذة؛ و ذلك نظرا إلى الآيات السابقة، غفلة عن الآيات اللاحقة.
و أيضا: ربّما يؤيّد هذه المقالة قوله تعالى: وَ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَ لكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ[5].
[1]- وقاية الأذهان: 103- 112، نهاية الاصول: 24- 25، مناهج الوصول 1: 104- 105.