و لكن يتوجّه إليه: أنّ قول الرسول (صلى اللَّه عليه و آله و سلم) لا يثبت إلاّ بالواحد نوعا، و قلّما يتّفق ثبوته بالتواتر، بل و الاشتهار، فهو أيضا شاهد على أنّ مصبّ الكلام مورد المعارضة، و سيمرّ عليك ما هو الجواب المشترك عن مطلق هذه الأخبار الدالّة على اشتراط حجّية الخبر بغير ما هو المعتبر عند العقلاء [1].
فبالجملة تحصّل: أنّ الخبرين ساقطان عن صلاحية الاستدلال، لفقدانهما الشرائط اللازمة عقلا و شرعا، كما لا يخفى.
الطائفة الثالثة:
ما يستفاد منه حجّية الخبر الموافق للكتاب فقط:
فمنها: ما رواه «الكافي» معتبرا، عن أيّوب بن الحرّ قال: سمعت أبا عبد اللَّه (عليه السلام) يقول: «كلّ حديث مردود إلى الكتاب و السنّة، و كلّ شيء لا يوافق كتاب اللَّه فهو زخرف» [2].
و منها: ما فيه عن أيوب بن راشد، عنه (عليه السلام) قال: «ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف» [3].
و منها: ما في «المستدرك» عن العيّاشي، عن كليب الأسديّ [4]، و هو قريب ممّا سلف.
و في «الوسائل» عن تفسيره، عن سدير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام)