بقي شيء: يمكن أن يقال: إنّ مقتضى قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ[1] عدم حجّية مطلق الظنّ، عملا بالعلم الإجماليّ، فتدبّر.
تذييل: حول دلالة آية النبأ على عدم حجية الخبر
ربّما يمكن دعوى: أنّ مفاد التعليل في ذيل آية النبأ، المنع عن كلّ الإصابات التي فيها الجهالة، و لا شكّ في أنّ الاتكاء على الخبر الواحد غير الحاصل منه العلم العاديّ، من موارد الندم و الإصابة بجهالة [2]، ضرورة أنّ الجهالة من الصفات النفسانيّة، و هي حاصلة في موارد الظنون الخاصّة.
و توهّم: أنّ في مورد الجهل المركّب، تكون الإصابة بجهالة، و تحصل الندامة، بل ربّما تحصل الندامة حتّى في صورة العلم، فما هو المناط هو أمر آخر، و ليس ذيلها في حكم التعليل للحكم، غير سديد، لعدم إمكان ردع العالم بالواقعة. هذا أوّلا.
و ما هو العلّة هي الجملة الأولى، و أمّا الجملة الثانية فهي أثر التخلّف عن الحكم، كما لا يخفى. و هذا ثانيا.
و الّذي هو الأقرب: أنّ الجهالة في قبال التبيّن، هي الإقدام بلا تبيّن و تفحّص و تدبّر و محاسبة عقلائيّة.