و قبل الخوض في مباحثه لا بدّ من الإشارة إلى جهات لازمة في المسألة:
الجهة الأولى: في تعريف المنطوق و المفهوم
نسب إلى الحاجبيّ تارة [1]: و إلى المشهور أخرى [2]: أنّ المفهوم عرّف: «بما دلّ عليه اللفظ لا في محلّ النطق، و المنطوق: ما دلّ عليه اللفظ في محلّ النطق».
و حيث إنّ هذا التعريف مخدوش أوّلا: بأنّ الدلالة الالتزاميّة ليست من الدلالات اللفظيّة.
و ثانيا: بأن المقصود من «المفهوم» في المقام ليس مطلق ما يدلّ عليه اللفظ و لو بالدلالة الالتزاميّة بالمعنى الأعمّ.
و ثالثا: بأنّ المفاهيم الحاصلة من دلالة المفردات خارجة عن محطّ الكلام.
و لو أمكن دفع الكلّ، و لكن يرد عليه: أنّه كثيرا ما يستفاد من القضيّة الملفوظة معنى خارجا عن محلّ النطق، من غير كونه محلّ الكلام في المقام بالضرورة، كما إذا قال زيد: «إنّ عمرا جاءني» فإنّه يستفاد منه بالضرورة صحّة مزاج