كما لا معنى لتعريف العامّ إلاّ بعد تحقيق المسألة المزبورة، و يسقط الاحتياج إليه بعد القول المذكور، كذلك لا معنى له إلاّ بعد معلوميّة صحّة تقسيمه إلى الاستغراقيّ، و البدليّ، و المجموعيّ.
و ما يظهر منهم من التعاريف [1] كلّها ينطبق على الاستغراقيّ، و مع ذلك التزموا بصحّة التقسيم المزبور [2] كما لا يخفى.
فنقول: تقسيم العامّ إلى الأقسام الثلاثة غير صحيح، و أبعد من الصحّة ما يظهر من العلاّمة الخراسانيّ من كون التقسيم بلحاظ الحكم، مع أنّه متأخّر عن الموضوع [3].
نعم، ربّما يحمل كلامه على أنّه بلحاظ الحكم التصوّري و بلحاظ الأثر و القصد، يعتبر العموم تارة كذا، و أخرى كذا [4].
و على كلّ تقدير: لا بدّ لنا من النّظر إلى أصل التقسيم، و ذلك لأنّ في العامّ المجموعيّ ليس الأفراد إلاّ في حكم الأجزاء، و لا يكون الموضوع فيه إلاّ عنوانا معتبرا عن لحاظ المجموع، فيكون «أكرم مجموع العلماء» مثل «أكرم زيدا» فكما ليس في الثاني معنى للعموم و السريان و الشمول، كذلك في الأوّل.
و أمّا اعتبار المجموعات للطوائف المختلفة من العلماء مثلا، فهو من العامّ