قد تبيّن فيما مرّ: أنّ استفادة المفهوم المقصود في المقام، منوطة باستفادة العلّية المنحصرة للوصف و القيد، و بعد ما تبيّن في مفهوم التعليل: أنّ استفادة الحصر من العلّة المذكورة غير ممكنة، فهل يبقى وجه لتخيّل المفهوم للوصف و لو كان القيد احترازيّا، و كان الوصف معتمدا، و كان مع ظهوره في الاحترازيّة علّة، فإنّه مع ذلك كلّه لا يزداد على العلّة المصرّح بها في الكلام غير الممكن إثبات حصرها؟
و غير خفيّ: أنّ النّظر في إثبات المفهوم كما تحرّر مرارا، إلى نفي سنخ الحكم عند وجود سائر الأوصاف الاخر [1]، مثلا إذا قال المولى: «أكرم زيدا العالم» فلا شبهة في أنّ القيد احترازيّ، و الموضوع مضيّق، و أنّه لا يجب الإكرام إذا كان زيد جاهلا، و أمّا إذا سئل المولى- بعد قوله المذكور- عن إكرام زيد الجاهل المصلّي، فقال: «أكرمه» فإنّه لا تقع المكاذبة بالضرورة بين الدليلين، لعدم ارتباط بين كون زيد العالم واجب الإكرام، و زيد المصلّي أيضا واجبا إكرامه.