و ما اشتهر: «من أن الفرق بين المبدأ و المشتق اعتباري، و يكون الأول بشرط لا، و الثاني لا بشرط» [1] مما لا أساس له، و التفصيل في مقام آخر [2].
فبالجملة: المفاهيم المتخذة من أنحاء الوجودات الخارجية التي تكون لها خارجات المحمول، و تحمل عليها بالحمل الشائع، ربما يشكل كيفية نيل النّفس لها.
و قد يقال: بأنه من أصعب الأمور تناولا؛ لأن ما لا إحاطة به للنفس، كيف يتمكن من اعتبار أمر منها؟! فعليه يمكن دعوى أن مبدأ اعتبار الوجود ملاحظة الوجودات الذهنية، و فقدانها لأمر، و وجدانها لأمر آخر، و عندئذ يعتبر مفهوم العدم و الوجود. و قد خرجنا عما هو محط النّظر في المقام، فليعذرني الإخوان؛ لأنه من مزال الأقدام.
و بذلك الّذي أسمعناك و أسلفناك، تقدر على حل شبهة: و هي ما عرفت من استعمال الأدوات في الماديات و المجردات، مع عدم خصوصية حرفية قائمة بتلك الموجودات المجردة البسيطة، خصوصا المبدأ الأعلى.
و ذلك لأن معنى «الابتداء» و «الانتهاء» و «الظرفية» و أمثال ذلك، بين ما هو الواقع في نفس الأمر، كما في قولنا: «زيد في الدار» و قولنا: «سرت من البصرة إلى الكوفة» و تكون الحروف- كالأسماء- ذات مداليل خارجية بالضرورة و الوجدان، و بين ما هو الملحق به ادعاء، و في التشبيه و التنظير، و أمثال ذلك من التلاعبات المتعارفة في أنحاء الاستعمالات.
ففي قولنا: «زيد في الخارج» أو قولنا: «الوجود من اللَّه تعالى نازل إلى الهيولى» و هكذا، فإنه ليس في «زيد» معنى حرفي كحرفية الابتداء و الظرفية في