أحدهما : ما هو
مقصود بالذات ، وهو المتضمن للمصالح والمفاسد في نفسه.
والثاني : ما
هو وسيلة وطريق إلى المصلحة والمفسدة.
وحكم الوسائل
في الأحكام الخمسة حكم المقاصد ، وتتفاوت في الفضائل بحسب المقاصد ، فكلما كان
أفضل كانت الوسيلة إليه أفضل.
وقد مدح الله
تعالى على الوسائل كما مدح على المقاصد بالذات ، قال الله تعالى (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ ،
وَلا نَصَبٌ ، وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ
الْكُفّارَ ، وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً ، إِلّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ
عَمَلٌ صالِحٌ)[٢]. فمدح على الظمأ والمخمصة كما مدح على النيل من العدو ،
وإن لم يكن الظمأ والمخمصة بقصد المكلف ، لأنه إنما حصل بحسب وسيلته إلى الجهاد
الّذي هو وسيلة إلى إعزاز الدين ، وإعلاء كلمة الله تعالى ، اللذين هما وسيلتان
إلى رضوان الرب تبارك وتعالى [٣].