فممّا كتب عن سلطانه إلى سلطان تونس جوابا عن كتاب وصل إليه مصحوبا بهدية من الخيل والرّقيق ، فراجعهم عنه بما نصّه إلى آخره :
الخلافة التي ارتفع في عقائد فضلها الأصيل القواعد الخلاف ، واستقلّت مباني فخرها الشائع ، وعزّها الذائع ، على ما أسّسه الأسلاف ووجب لحقّها الجازم ، وفرضها اللازم ، الاعتراف ، ووسعت الآملين لها الجوانب الرحيبة والأكناف ، فامتزاجنا بعلائها [١] المنيف ، وولائها الشريف ، كما امتزج الماء والسّلاف ، وثناؤنا على مجدها الكريم وفضلها العميم ، كما تأرجت الرياض الأفواف ، [٢] لما زارها الغمام الوكّاف ، [٣] ودعاؤنا بطول بقائها ، واتصال علائها ، يسمو به إلى قرع أبواب السموات العلا الاستشراف ، [٤] وحرصنا على توفية حقوقها العظيمة ، وفواضلها [٥] العميمة ، لا تحصره الحدود ، ولا تدركه الأوصاف ، وإن عذر في التّقصير عن نيل ذلك المرام الكبير الحقّ والإنصاف. خلافة وجهة تعظيمنا إذ توجّهت الوجوه ، ومن نؤثره إذا أهمّنا ما نرجوه ، ونفدّيه ونبدّيه [٦] إذ استمنح