أهفو إلى الأطلال كانت مطلعا
للبدر منهم أو كناس ربيب [١]
عبثت بها أيدي البلى وتردّدت
في عطفها للدّهر أيّ خطوب
تبلى معاهدها وإنّ عهودها
ليجدّها وصفي وحسن نسيبي
وإذا الديار تعرّضت لمتيّم
هزّته ذكراها إلى التّشبيب
إيه عن الصّبر الجميل فإنّه
ألوى [٢] بدين فؤادي المنهوب
لم أنسها والدّهر يثني صرفه
ويغضّ طرفي حاسد ورقيب
والدّار مونقة محاسنها بما
لبست من الأيام كلّ قشيب
يا سائق الأظعان يعتسف الفلا [٣]
ويواصل الإسآد بالتّأويب [٤]
متهافتا عن رحل كل مذلل [٥]
نشوان من أين [٦] ومس لغوب [٧]
[١] الربيب : ولد الظبي.
[٢] ألوى بالدين : مطل به.
[٣] الفلا ، جمع فلاة ، وهي الأرض لا ماء فيها.
[٤] الإسآد : سير الليل كله لا تعريس فيه ، والتأويب : سير النهار لا تعريج فيه. وانظر اختلافهم في تفسير الإسآد والتأويب في لسان العرب : (سأد).
[٥] المذلّل من الدواب : السهل الانقياد.
[٦] الأين : الإعياء.
[٧] اللغوب : التعب.