responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة نویسنده : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    جلد : 1  صفحه : 79

فصدّقتهم العرب لقلّة معرفتهم بحيل الروم ، وعدم معرفتهم بمنفعة تلك المرآة والمنارة ، وتخيّلوا أنهم إذا أخذوا الذخائر والأموال أعادوا المرآة والمنارة كما كانت ، فهدموا مقدار ثلثي المنارة ، فلم يجدوا فيها شيئا ، وهرب أولئك القسّيسون ، فعلموا حينئذ أنّها خديعة ، فبنوها بالآجرّ ، ولم يقدروا أن يرفعوا إليها تلك الحجارة ، فلمّا أتمّوها نصبوا عليها تلك المرآة كما كانت ، فصدئت ولم يروا فيها شيئا ، وبطل إحراقها. والنصف الأسفل الذي من عمل ذي القرنين ، يدخل الآن من الباب الذي للمنارة ، وهو مرتفع من الأرض مقدار عشرين ذراعا ، يصعد إليه على قناطر مبنيّة بالصخر المنحوت ، فإذا دخل من باب المنارة يجد على يمينه بابا ، فيدخل منه إلى مجلس كبير عشرين ذراعا مربّعا ، يدخل فيه الضوء من جانبي المرآة ، ثمّ يجد بيتا آخر مثلها ، ثمّ مجلسا ثالثا ، ومجلسا رابعا كذلك.

قال : وقد عملت الجنّ لسليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام في الإسكندرية مجلسا من أعمدة الرخام الملوّن المجزّع كالجزع اليمانيّ ، المصقول كالمرآة ، إذا نظر الإنسان إليها يرى من يمشي خلفه لصفائها. وكان عدد الأعمدة ثلاثمائة عمود ، وكلّ عمود ثلاثون ذراعا ، وفي وسط المجلس عمود طوله مائة وإحدى عشر ذراعا ، وسقفه من حجر واحد أخضر مربّع ، قطعته الجن. ومن جملة تلك الأعمدة عمود واحد يتحرّك شرقا وغربا ، يشاهد ذلك الناس ، ولا يرون ما سبب حركته!

قال : ومن جملة عجائب الإسكندرية السواري والملعب الّذي كانوا يجتمعون فيه في يوم من السنة ، ويرمون بأكرة ، فلا تقع في حجر أحد منهم إلا ملك مصر ، وكان يحضر هذا الملعب ما شاء الله من الناس ما يزيد على ألف ألف رجل ؛ فلا يكون منهم أحد إلا وهو ينظر في وجه صاحبه. ثمّ إن قرىء كتاب سمعوه جميعا ، أو لعب لون من ألوان اللعب رأوه عن آخرهم.

قال : ومن عجائبها المسلتان ، وهما جبلان قائمان على سرطانات من نحاس في أركانهما ، كلّ ركن على سرطان ، فلو أراد أحد أن يدخل من جانبهما شيئا حتّى يعبر إلى جانبهما الآخر فعل.

قال : ومن عجائبها عمودا الإعياء ، وهما عمودان ملقيان ، وراء كلّ عمود منهما جبل حصى كحصى الجمار ، فمتى أقبل التّعب النّصب بسبع حصيّات من ذلك الحصى ، فاستلقى على أحدهما ، ثمّ يرمي وراءه بالسبع حصيّات ، ويقوم ولا يلتفت ، ويمضي لطليّته [١] ، قام كأنّه لم يتعب ولم يحسّ بشيء.


[١] لعلّ الصواب : لطلبته.

نام کتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة نویسنده : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست