responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة نویسنده : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    جلد : 1  صفحه : 78

قال المسعوديّ : وطول المنارة في وقتنا هذا ـ وهو سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ـ وثلاثون ذراعا ، وكان طولها قديما نحو أربعمائة [١] ذراع ، وبناؤها في عصرنا ثلاثة [٢] أشكال ، فقريب من الثلث مربّع مبنيّ بالحجارة ، ثم بعد ذلك بناء مثمن الشكل مبنيّ بالأجرّ ومائتان والجصّ نحو ستين ذراعا ، وأعلاها مدوّر الشكل.

قال صاحب مباهج الفكر : وكان أحمد بن طولون بنى في أعلاها قبّة من خشب ، فهدمتها الرياح ، فبني مكانها مسجد في أيّام الملك الكامل صاحب مصر. ثمّ إنّ وجهها البحريّ تداعى ، وكذلك الرصيف الذي بين يديها من جهة البحر ، وكادا ينهدمان ؛ وذلك أيام الملك الظّاهر ركن الدين [٣] بيبرس ، فرمّه وأصلحه. انتهى.

وذكر ابن فضل الله في مسالكه أنّ هذه المنارة قد خربت وبقيت أثرا بلا عين ، وكان هذا وقع في أيّام قلاوون [٤] أو ولده.

وقال ابن المتوّج في كتاب إيقاظ المتغفّل : من العجائب منارة الإسكندرية التي بناها ذو القرنين ، كان طولها أكثر من ثلاثمائة ذراع ، مبنيّة بالحجر المنحوت ، مربّعة الأسفل ، وفوق المنارة المربّعة منارة مثمّنة مبنيّة بالآجرّ ، وفوق المنارة المثمّنة منارة مدوّرة ، وكانت كلّها مبنية بالصخر المنحوت على أكثر من مائتي ذراع ، وكان عليها مرآة من الحديد الصينيّ ، عرضها سبعة أذرع ، كانوا يرون فيها جميع من يخرج من البحر من جميع بلاد الروم ، فإن كانوا أعداء تركوهم حتّى يقربوا من الإسكندريّة ، فإذا قربوا منها ومالت الشمس للغروب أداروا المرآة مقابلة الشمس ، فاستقبلوا بها السفن ، حتّى يقع شعاع الشمس في ضوء المرآة على السفن ، فتحرق السفن في البحر عن آخرها ، ويهلك كلّ من فيها. وكانوا يؤدّون الخراج ليأمنوا بذلك من إحراق المرآة لسفنهم ، فلمّا فتح عمرو بن العاص الإسكندريّة احتالت الروم بأن بعثت جماعة من القسّيسين المستعربين ، وأظهروا أنّهم مسلمون ، وأخرجوا كتابا زعموا أنّ ذخائر ذي القرنين في جوف المنارة ،


[١] في مروج الذهب ١ / ٤١٨ : ألف ذراع.

[٢] هذا الكلام غير موجود في مروج الذهب.

[٣] الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتح بيبرس البندقداري الصالحي التركي الجنس أحد المماليك البحرية ، جلس على تخت السلطنة سنة ٦٥٨ ه‌ ومات بدمشق سنة ٦٧٦ ه‌. [الخطط المقريزية للمقريزي : ٢ / ٢٣٨].

[٤] سيف الدين قلاوون الألفي : أحد المماليك الأتراك البحرية ، تسلطن سنة ٦٧٨ ه‌ ، وتوفي سنة ٦٨٩ ه‌ ، وقام بعده ابنه السلطان الملك الأشرف صلاح الدين خليل. [الخطط المقريزية : ٢ / ٢٣٨].

نام کتاب : حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة نویسنده : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست