responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجار نویسنده : زاهر بن سعيد    جلد : 1  صفحه : 20

أمّا الملوك والسلاطين ففيهم من سافر طمعا في الاكتشاف على بلاد الله الواسعة الفلا ، الكثيرة الكلا ، والنظر إلى ما فيها من الخيرات وأسباب التّمدن والحضارة والمعارف والصّنائع ، إلى غير ذلك من بواعث الخيرات والنجاح ليزداد خبرة ، ويستعين بها على نقل ما فيها من المحاسن إلى ممالكه كما فعل بطرس الأكبر [١] ملك الروسية ، وغيره من الملوك والسلاطين.

فبناء على ما ذكرنا ، صمّم السيد الهمام ، والقرم القمقام ، السلطان بن السلطان بن السلطان بن الإمام : برغش بن سعيد بن سلطان بن الإمام أحمد سعيد ، على مبارحة ملكه الرّغيد ، وتجشّم مشقة الأسفار ، والخروج إلى بلاد أوروبا الغنيّة بكنوز المعارف ، والصنائع ، وأسباب الحضارة والعمران ، ليرى ما فيها مما يستحقّ نقله إلى بلاده ، وإن كان ملكه على جانب عظيم من الخصب والعمران ، فإنه قد شاد فيه حصون الحضارة على أركان العدالة ، وصارت رعاياه ترتع على مروج الخصب والسّلام ، وتضحك عن ثغر بسّام.

غير أن السلطان برغش ـ أعزّ الله شأنه ـ قد جبل على طبع جليل يشتاق إلى طلب المعالي والفلاح. ومن حسن دأبه الأثيل إذا سمع بمفخرة لم يأل جهدا عن امتطاء سنامها والفوز بنوالها. ولهذا عزم على الأسفار ، والجولان في الأمصار ، وكتب يقول إلى جلالة فيكتوريا [٢] " ملكة بريطانية" و" سلطانة الهند الفخيمة" أنه يريد زيارة البلاد الأوروبيّة. فهشّت ، وبشّت جلالة الملكة إلى رؤياه ، وأرسلت تستقدمه برسالة ودادية. فلبّاها السيد برغش بحسن القبول ، وإتمام المأمول.


[١] ويعرف أيضا : بطرس الأول (١٦٧٢ ـ ١٧٢٥) : كانت له علاقات مع الغربيين الذين شجعوه على محاربة الإسلام (تركيا) وحاكى أوروبا في تحديث بلاده. ١٤٢١ / ٢ : Pierre ١ er : P.R.

[٢] هي فيكتوريا الأولى ، ملكة بريطانيا العظمى وإرلندة من ١٨٣٧ إلى ١٩٠١ ، وإمبراطورة الهند من ١٨٧٦ إلى ١٩٠١ ، أدركت الدولة في عهدها الاتساع والقوة. انظر الفصلين :

Victoria : N. E. B : ٢١ / ٩٤٣ ـ ٠٥, G. E : ٠٢ / ١٨٥٢١

نام کتاب : تنزيه الأبصار والأفكار في رحلة سلطان زنجار نویسنده : زاهر بن سعيد    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست